حل أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمدينة شرم الشيخ المصرية للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية، بعد قمة الكويت التي عقدت مطلع عام 2008، حيث تعتبر هذه الزيارة للرئيس الجزائري الأولى بعد التوترات الأخيرة التي عرفتها العلاقات الجزائرية المصرية، كما تعقد هذه القمة في ظروف استثنائية مرتبطة بالأزمات التي تعرفها عدة دول عربية جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية على غرار تونس، السودان، لبنان، وفلسطين. مبعوثنا إلى شرم الشيخ: عزيز طواهر حرصت الجزائر منذ أول اجتماع لهذه القمة بالكويت أن تكون حاضرة وبقوة كعنصر عربي فعّال بهدف فتح نقاش جدي حول القضايا الاقتصادية والتنموية، التي تهم المنطقة العربية التي تعاني شعوبها من عديد المشاكل المتمثلة أساسا في الفقر والبطالة. وتأتي القمة العربية الاقتصادية الثانية بهدف تقييم مدى تطبيق التوصيات الصادرة عن قمة الكويت ورسم خطط مستقبلية، لا سيما فيما يتعلق بأهداف الألفية، كما تتصدر التطورات الأخيرة التي عرفتها كل من تونس، السودان، لبنان وفلسطين هذا اللقاء العربي. ويتضمن برنامج أشغال القمة التي يشارك فيها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم، عديد المداخلات التي يستهلها الرئيس المصري حسني مبارك بخطاب، يكون متبوعا بكلمة لزعيم الثورة الليبية معمر القذافي باعتباره رئيس الجامعة العربية، ثم مداخلة أخرى لأمير دولة الكويت ورئيس القمة العربية الاقتصادية الأولى الشيخ صباح الأحمد الجابر، ومن ثم مداخلة أخرى للرئيس المصري، كلمة أخرى لعمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى مداخلة كل من إيلان كلارك، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، جون بينغ، رئيس هيئة الاتحاد الإفريقي، إكمال الدين احسانوغولو الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الدولي، ممثل عن رجال الأعمال، ممثل عن البنك العالمي، وممثلين آخرين عن الشباب العربي وتنظيمات المجتمع المدني. ومباشرة بعدها هناك جلسة مفتوحة للقادة العرب، ليتم الدخول في جلسة مغلقة والتحضير للتوصيات وكذا إعلان شرم الشيخ، لتختتم أشغال القمة بكلمة للرئيس الجديد للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية. وكان وزير التجارة، مصطفى بن بادة قد شارك في الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية بالقاهرة تحضيرا للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية التي ستعقد يوم 19 جانفي الجاري بشرم الشيخ لمتابعة نتائج وقرارات القمة العربية الاقتصادية بالكويت، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مرتبطة بمشروع الربط الكهربائي العربي والمخطط العربي للربط بالسكك الحديدية والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي والاتحاد الجمركي العربي والأمن الإنمائي العربي، وكذا برنامج دعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية والبرنامج العربي للحد من الفقر والبرنامج العربي لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية وتطوير التعليم في الوطن العربي وتحسين مستوى الرعاية الصحية. من جهته أعلن عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن جدول أعمال القمة العربية الاقتصادية الثانية في شرم الشيخ، سيتضمن لأول مرة بحث سبل إقامة خط سكة حديدية يربط كل الدول العربية على غرار الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إنشاء طرق سريعة وبحث سبل زيادة النقل البحري. وفي هذا الصدد، سجلت الجزائر تقدما بشأن التزاماتها بخصوص خطوط السكك الحديدية التي تم استلامها في السنوات الأخيرة، وستعرض الجزائر خلال هذه القمة ما تم تنفيذه من قرارات القمة الأولى التي عقدت في الكويت، كما سيقدم تقريرا حول موضوع صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.