أكدت مصادر حسنة الإطلاع مشاركة رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» الأربعاء المقبل في القمة الاقتصادية العربية التي تحتضنها الأربعاء المقبل مدينة شرم الشيخ المصرية، وتعد زيارة الرئيس «بوتفليقة» هي الأولى منذ الأزمة التي عرفتها العلاقات الجزائرية المصرية عقب المباريات الكروية التي جمعت منتخبا البلدين سنة 2009 لحساب تصفيات المونديال الإفريقي. مشاركة الرئيس «بوتفليقة» في القمة الاقتصادية العربية التي تستضيفها مصر من شأنه من وجهة نظر المتتبعين إعطاء دفع للعلاقات الثنائية التي تعرضت لشرخ كبير نهاية سنة 2009، على خلفية الاعتداء الذي تعرضت له الحافلة التي كانت تقل تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم بالقاهرة للمشاركة في آخر لقاء للتصفيات المؤهلة لنهائيات المونديال الإفريقي وما صاحب المباراة وأعقبها من حملة إعلامية استهدفت الإساءة والنيل من كل ما هو جزائري طال حتى رموز الجزائر ومقدساتها وهو ما أثار حفيظة الجزائر حكومة وشعبا. الأزمة التي أثارتها المباريات الكروية كان لها تأثير كبير على العلاقات الثنائية، اقتصادية كانت أو ثقافية وإعلامية، ورياضية، ويراهن المتتبعون على هذه الزيارة لإذابة الجليد بين البلدين، كما تأتي زيارة الرئيس «بوتفليقة» بعد تلك التي قام بها الرئيس المصري «حسني مبارك» للجزائر مطلع شهر جويلية الفارط لأداء واجب العزاء للرئيس «بوتفليقة» في وفاة شقيقه الأصغر، كما تأتي بعد لقاء مقتضب جمع الرئيسيين في نيس الفرنسية خلال القمة الإفريقية الفرنسية. إلى ذلك كان وزير التجارة، «مصطفى بن بادة» قد شارك في الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية بالقاهرة تحضيرا للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية التي ستعقد يوم 19 جانفي الجاري بشرم الشيخ لمتابعة نتائج وقرارات القمة العربية الاقتصادية بالكويت، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مرتبطة بمشروع الربط الكهربائي العربي والمخطط العربي للربط بالسكك الحديدية والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي والاتحاد الجمركي العربي والأمن الإنمائي العربي، وكذا برنامج دعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية والبرنامج العربي للحد من الفقر والبرنامج العربي لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية وتطوير التعليم في الوطن العربي وتحسين مستوى الرعاية الصحية. من جهته أعلن «عمرو موسى»، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن جدول أعمال القمة العربية الاقتصادية الثانية في شرم الشيخ، سيتضمن لأول مرة بحث سبل إقامة خط حديدي يربط كل الدول العربية على غرار الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إنشاء طرق سريعة وبحث سبل زيادة النقل البحري، وفي هذا الصدد، سجلت الجزائر تقدما بشأن التزاماتها بخصوص طريق السكك الحديدية التي تم استلامها في السنوات الأخيرة، وستعرض الجزائر خلال هذه القمة ما تم تنفيذه من قرارات القمة الأولى التي عقدت في الكويت، كما سيقدم تقريرا حول موضوع صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة. كما طلبت الإدارة الفلسطينية طرح الوضع الاقتصادي في الأراضي المحتلة على القمة الاقتصادية، في وقت ستركز فيه الدول العربية المجتمعة على بحث سبل زيادة التعاون العربي في ظل التحديات المتصاعدة التي تثير مخاوف العديد من دول العام الثالث في عصر العولمة. وكانت قمة الكويت قد أصدرت مجموعة من القرارات المهمة المتعلقة بتعزيز العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، منها تلك الخاصة بالربط بالسكك الحديدية بين الدول العربية فضلا عن مبادرة أمير دولة الكويت بإنشاء صندوق لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة بقيمة ملياري دولار ومساهمة الكويت فيه بقيمة 500 مليون دولار، كما تضمنت قمة الكويت عدة قرارات، من بينها أيضا استكمال الاتحاد الجمركي العربي بحلول عام 2015 وكذا البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية والحد من الفقر والبرنامج العربي لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية الحالية وتطوير التعليم وتحسين مستوى الرعاية الصحية للمواطن العربي.