باريزة هاشمي، امرأة طموحة ومناضلة استطاعت أن تفرض وجودها و تقدم للآخرين الدليل على أن فعل الخير مسألة لا تحتاج إلى الكثير من الوسائل، بالكثير من الإرادة والعزيمة وحب العطاء، شغلت عدة مناصب قبل أن تلتحق بجمعية "آفاق"، حاولنا اليوم الوقوف على يومياتها خلال شهر رمضان ومن خلال الحديث الشيق الذي جمعنا بها أكدت لنا أن شهر رمضان من أحب الأشهر إلى قلبها، بالطابع الروحاني الذي يميزه عن بقية الأشهر الأخرى، إذ يحاول الإنسان أن يصوم طاعة وخضوعا لله سبحانه وتعالى، و الإتيان بجميع ما أمر به، مضيفة أنها ممن يفضلن العمل فيه. تتميز باريزة هاشمي بنشاطها الدائم في "جمعية آفاق" التي تهدف بالدرجة الأولى الى توعية المجتمع ومساعدة الناس المحتاجة، إضافة إلى تحسيس الشباب بخطورة الآفات الاجتماعية كالتدخين، المخدرات وغيرها، شغلت عدة مناصب قبل التحاقها بهذه الجمعية،هي امرأة محبة ومتقنة لعملها وخير دليل على ذلك تواجدها معظم أوقاتها في مقر عملها رفقة زملائها لمد يد العون. أوضحت متحدثتنا أن جمعية "آفاق" جمعية متواجدة بالجزائر العاصمة وتنشط منذ أكثر من 20 سنة، حيث تسعى بالدرجة الأولى إلى "توعية المجتمع" وكذا تقديم المساعدات للفئات الهشة من خلال العمل والاستجابة للنداءات الموجهة على مدار السنة لا سيما فئة الشباب مثل القيام بحملات ضد التدخين وتعاطي المخدرات. وأكدت لنا باريزة خلال الدردشة التي جمعتنا بها أن شهر رمضان هذا العام بالنسبة لها لا يختلف كثيرا عن السنوات الماضية و"ما يغلبهاش" كما قالت، حيث تواصل نشاطاتها بشكل عادي وتقوم بالعديد من الأعمال المتعلقة بوظيفتها، مضيفة أنها تحب الشهر كثيرا خاصة الأجواء الروحانية التي تسود فيه وأبواب الرحمة التي تفتح فيه لعبادة الله قائلة: "نشاطاتنا موجودة وقائمة على مدار السنة، وهذا في العديد من المجالات، وبما أن رمضان هو فرصة لمضاعفة العمل تتنوع أنشطتنا فيه بين إفطار الصائم، وختان الأطفال، إضافة إلى عدة نشاطات في الأيام الأخرى كالتكفل بالمسنين والترفيه عنهم بتنظيم خرجات وسط أجواء مميزة." هذا وأبرزت عضوة جمعية "آفاق" أنها حاليا تقضي كل وقتها في العمل وليس لديها وقت فراغ بسبب الأشغال التي تتراكم على الجمعية خلال هذا الشهر من تحضيرات لمائدة الإفطار والتكفل بالعائلات المحتاجة، باعتبار أن هذا الشهر هو شهر الصدقات والعمل الخيري، مضيفة أنها تفضل العمل على أخذ عطلة في رمضان. وفي نفس إطار التضامن، تقوم "جمعية افاق" يوميا بإفطار للصائمين التي لم تتوانا ككل سنة عن نصب موائدها في أجواء تغلفها روح العطاء، حيث شكرت باريزة في ذات السياق المحسنين الذين يمدون يد العون لا يريدون جزاء ولا شكورا، إنما إدخال الفرحة على قلوب الصائمين وحسب. ومن أكثر الأشياء التي تمقتها متحدثتنا هو الإسراف والتبذير، حيث أكدت انه بالرغم من أننا في شهر رحمة إلا أن أغلبنا مع الأسف خرج عن المنطق الإنساني وكل الأعراف قائلة: "أنا لست من الذين يسرفون كثيرا في رمضان، فأنا لا أحب التبذير، ويكفي تحضير ما يمكن أكله، فالله سبحانه وتعالى نهانا عن التبذير، "وأنا عيني ميزاني"، ولا حاجة لي بالأمور الزائدة، ونحن الجزائريين لدينا عادات سيئة تجدين الشخص وضعيته المادية لا تسمح ويكلف نفسه ما لا يقدر، وبعد انتهاء الشهر يجد نفسه في أزمة مالية، لذلك علينا أن نفهم أنه شهر للعبادة، وليس للتبذير والإسراف." ولدى سؤالنا لها عن الأكلة التي تشتهر بها منطقتها، قالت باريزة أنها تنحدر من ولاية عنابة المعروفة "بشخشوخة الظفر" وهي أكلة شعبية جزائرية مشهورة وخصوصا في مدينة المسيلة ومدن الشرق الجزائري كباتنة و خنشلة و عنابة وبسكرة وسطيف و حتى مدن السهوب كالجلفة والأغواط ، تُطبخ في المناسبات خاصة "الأعراس والأعياد"، وهي عبارة عن عجينة تخلط من القمح اللين والماء والملح تعجن جيدا ثم تقطع إلى قطع صغيرة وتفتح القطعة الصغيرة براحة اليد خاصة بترقيق العجائن وتطهى في إناء. أما بالنسبة للمأكولات التي تفضلها في رمضان أكدت أنها ليست متطلبة في الأكل بل تكتفي بما يكون متوفرا فوق المائدة، سواء في رمضان أو غيره، إلا أنها تحب "الشوربة" محبوبة كل الجزائريين إضافة إلى "البوراك" و "المثوم" و تعشق الجلبانة و القرنون. وفي الأخير هنئت ضيفتنا لهذا العدد كل الجزائريين والأمة الإسلامية جمعاء بحلول شهر رمضان المعظم، "أعاده الله علينا أعواما عديدة إن شاء الله، كما أود أن أشكركم كثيرا وأشكر جريدة "صوت الأحرار" على هذه الالتفاتة الطيبة.. صح رمضانكم وصح فطوركم."