ستمنح لا ديفا بهجة رحال لجمهورها بالعاصمة فسحة فنية بعبق نوبة "مزج ماية_ رصد الديل" وهو الألبوم ال27 في سجلها الفني. اختارت بهجة رحال أن تشارك عشاقها بإصدارها الجديد في حفل ترعاه وزارة الثقافة بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والاعلام يوم 29 ماي، ستقدم من خلاله موزايك من الألحان لتسافر بالحضور إلى حدائق قصر الحمراء لتعطر حفلها بنوتات من الطرب العربي الأندلسي. وتواصل بهجة رحال في جمع النوبات بعد بحث دام 20 سنة، حيث تهدي هذه المرة للجمهور ألبومها "نوبة مزج ماية ورصد الديل "التي قامت بتسجيله في شهر فيفري الماضي في أستوديو "أمينوس" من إنتاج مؤسسة "أسطوانة"، وسيرافقها في الحفل الذي ستتبعه عملية بيع بالاهداء بقاعة الموقار فرقتها الموسيقية المتكونة من موسيقيين محترفين تعمل معهم منذ فترة طويلة وهم ناجي حامة،أمين بلوني،على آلة العود، الهادي بوكورك جمال كبلاد، سفيان بوشافة وخالد غازي على البركسيون، منصور براهيمي على آلة المندولين، رفيق شحبي على آلة القانون،هارون شباب على آلة الرباب. وتعطي السوبرانو بهجة رحال موعدا آخرا لجمهورها بالجزائر، حيث ستغني بوهران يوم 1جوان أين ستقدم ألبومها لجمهور الباهية. الفنانة بهيجة رحال التي سبق وان أحيت العديدة من الحفلات في مختلف المدن الفرنسية أضحى لديها جمهورا أينما حلت هي التي نشأت في وسط عائلة تمارس الموسيقى العربية-الأندلسية ودرست الموسيقى مع كبار أساتذة تلك الفترة من بينهم محمد خزناجي وعبد الرزاق فخارجي. كما واصلت الفنانة بهيجة رحال تكوينها في وسط الجمعيات العاصمية منها الفخارجية والسندسية. ثم انتقلت إلى الإقامة في فرنسا منذ سنة "1992 حيث أنجزت العديد من المشاريع الموسيقية وتواصل تعليم الموسيقى الأندلسية. وتعلمت العزف على العود "قويطرة". وفي سنة 1993، أحدثت بهجة جوقتها "البهجة"، وقدمت معها حفلات متعددة في دول مختلفة عبر العالم. وقد ضمن لها هذا في الجزائر لقب "سيدة الطرب ذات الصوت الذهبي". وهي فنانة متميزة، صوت جزائري ذهبي نقش ذاته في مذكرة الفن الجزائري والعالمي بحروف من ذهب، حيث استطاعت صاحبته فرض نفسها بقوة في العديد من البلدان وساهمت في التعريف بالأغنية الأندلسية. تكونت تكوينا أساسيا في الكونسيرفاتوار بالأبيار حيث كبرت، وبعدها التحقت بالفخارجية سنة 1982 أين حظيت بالتعرف على أساتذة الجزائر منهم عبد الرزاق فخارجي سنة "1986 ومع نخبة من الأصدقاء استطعت أن تؤسس جمعية السندسية. وبمدرسة الصنعة سجلت العديد من النوبات، ففي 1995 سجلت نوبة الزيدان، أما المزموم في سنة،1997 ونوبة الرصد عام ، 1999 ونوبة الذيل عام،2001 وسجلت باقي سلسلة النوبات الاثنتي عشرة بين عام 2001 و2004 وهي نوبة الغريب، الحسين، الماية، الرمل، الديل، ونوبة السيكا والمجنبة. اليوم وصلت الى تسجيل 27ألبوما إلى جانب الإنجاز الأدبي المتمثل في كتاب بعنوان الريشة الصوت والمضرب وقد حضرته بالتنسيق مع الأستاذ سعدان بن بابا علي أستاذ الأدب العربي بباريس، ويتضمن تاريخ الفن الأندلسي وشعارائه ومسيرته وكذا النوبة الأندلسية، فهذا الكتاب بمثابة النافذة التي تفتح كل تاريخ الفن الأندلسي الجزائري. تعزف على آلة الموندولين، وعلى هذه الآلة تعلمت آليات العزف وهي التي تعلمها للأطفال بباريس، أما الكويترا فتعتبرها ثاني تخصص وهي التي تصطحبها عند إحياء الحفلات. يبقى الفضل في تألقها ونجاحها لأساتذة القسم العالي لجمعية الفخارجية، حيث ساعدها الأستاذ عبد الرزاق فخارجي والحاج حميدو وأرزقي حربي وغيرهم ممن صقلوا موهبتها، وساعدوها لتظهر كعازفة ومطربة منفردة أمام الجمهور من خلال جمعية الفخارجية. يبدي الموسيقي الفرنسي كريستيان بوشي إعجابا بهذه الفنانة التي وصفها بأول "سيدة عازفة منفردة للموسيقى الكلاسيكية العربية الأندلسية" كرّست بهجة رحال في موسيقاها الثقافات المنبثقة من البحر الأبيض المتوسط، وتفاعلها على مرّ العصور. يبقى أن بهجة رحال فنانة وباحثة تأثرت بعمالقة الفن الأصيل، وتأخذ المستمع في رحلة عبر الزمن للغوص في نتاجهم الغنائي الذي يتراوح بين الطرب والأغنية. وتعمل منذ سنوات لتكون قدوة للجيل الجديد من خلال تدريسها للطرب العربي-الأندلسي ، حيث تؤدي نوبات مستوحاة من روائع غرناطة، تستعد لاحياء حفلا آخراً باسبانيا وبالظبط في العاصمة مدريد في شهر ديسمبر في إطار التبادل الثقافي الذي تسعى الى تحقيقيه منذ مدة.