اقترح أستاذ العلوم السياسية، أحمد عظيمي، استبدال حالة الطوارئ بصيغة أخرى تقوم على وضع إطار خاص بالعاصمة يبقي على حالة الطوارئ بشكل مؤقت داخل حدود إقليم ولاية الجزائر، مع إلغائها في باقي الولايات، موضحا أن هذا الوضع الاستثنائي القائم منذ 19 سنة جعل من سعيد سعدي »شهيد حرية التعبير« لدى الغرب، وهو أمر غير صحيح تماما، كما فتح المجال أمام بعض الأحزاب بالبروز، في حين هي ليست موجودة إلا ب»الضجيج«. اعتبر الدكتور أحمد عظيمي أن الوضع في الجزائر تحسن بشكل كبير ولم يعد يحتاج إلى حالة الطوارئ السائدة منذ 1992، مشيرا إلى عودة الاستقرار الأمني، وتراجع نشاط الجماعات الإرهابية. وأوضح الباحث والأستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام أن هذا الوضع الجديد يقتضي من السلطة التفكير في رفع حالة الطوارئ التي فسحت المجال أمام العديد من الأحزاب والتنظيمات الانتهازية من تبليغ أفكارها، والترويج لمغالطات عن الجزائر. ودافع العسكري المتقاعد من صفوف الجيش الوطني الشعبي عن رفع حالة الطوارئ، مؤكدا »أنها تقدم الجزائر لدى الغرب على أنها بلد دكتاتوري، وهو ما يعد أمرا خاطئا، لأننا نتمتع بهامش واسع جدا من حرية التعبير ليس متاح في الكثير من الدول الأجنبية والعربية«، وضرب عظيمي مثلا بحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي ما فتئ رئيسه سعيد سعدي يستغل حالة الطوارئ كورقة لتجسيد مآربه السياسية في الساحة الوطنية والدولية، موضحا أن ممارسة حالة الطوارئ »جعلت من زعيم الأرسيدي سعيد سعدي شهيد حرية التعبير لدى الغرب، وهي الأكذوبة التي يسعى سعدي إلى تكريسها من خلال الدعاية الدولية الحرص على تصدر صفحات الجرائد الغربية«. وأكد الدكتور عظيمي أن رفع حالة الطوارئ وفتح المجال أمام الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني للنشاط السياسي والاضطلاع بدورها في توعية المواطن والترويج لأفكارها من شأنه أن يكشف المكانة الحقيقة للأحزاب ومدى قوتها وانتشارها في الساحة السياسية »في وقت أصبحت فيه الكثير من الأحزاب المنتشرة حاليا بشكل صوري موجودة إلا بالضجيج، والاستثمار في ورقة حالة الطوارئ«. وبحسب الخبير والأستاذ الجامعي فأن حالة الطوارئ لم تعد موجودة ومجسّدة إلا من خلال حظر المسيرات وهو ما يفسح المجال أمام السلطة، في ظل الدوافع الأمنية التي تدفعها للإبقاء عليها إلى استبدالها بصيغة أخرى تقوم على تبني إطار خاص بالجزائر العاصمة يبقي على حالة الطوارئ بشكل مقت وإلغائها في باقي الولايات بشرط أن يطبق هذا الوضع على الجميع بدون أي استثناءات.