جاء خطاب الرئيس المصري حسني مبارك الذي أعلن فيه عدم الترشح لولاية جديدة في انتخابات سبتمبر بعد أن سلمت واشنطن أوضح رسائلها حتى الآن بأن عليه الرضوخ للضغط الشعبي والاستعداد لنقل السلطة. وبعد أيام من الضغط على مبارك للاستجابة لمطالب شعبه أرسل أوباما مبعوثا الثلاثاء لحث الرئيس المصري سرا على الإعداد "لانتقال سلس" للسلطة في البلاد. وبعد ساعات قال مبارك في كلمة انه لن يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى في سبتمبر وسيعمل في المدة الباقية من فترة رئاسته من أجل السماح بانتقال السلطة مؤكدا أن الأولوية الأساسية له هي "استقرار الوطن". وقال اليوت ابرامز نائب مستشار الأمن القومي السابق لشبكة (سي. ان. ان) "لن ينجح هذا.. هذا في الحقيقة لن ينجح". وأضاف "لا يمكنني أن أرى أي شخص في ميدان التحرير يقبل أن يكون مبارك رئيسا لمدة ثمانية أشهر أخرى وأن يثقوا بعد 30 عاما أن يكون هو الرجل المسؤول عن انتقال ديمقراطي للسلطة. لماذا يصدق أي شخص هذا؟". ولم تنته الأزمة المصرية على الأرجح بالنسبة لإدارة أوباما التي تحاول منذ بدء الاحتجاجات الموازنة بين رغبتها في حدوث تغيير وبين ضرورة أن يحدث هذا التغيير بشكل منظم في مصر يضمن الحفاظ على مصالح أمريكا وإسرائيل. ومبارك (82 عاما) حليف وثيق للولايات المتحدة منذ عقود. كما عبر مسؤولون أمريكيون من أن دعوة مبارك للتنحي علنا يمكن أن تهز استقرار نظم استبدادية أخرى حليفة للولايات المتحدة في المنطقة. وقال مسؤول أمريكي إن السفير الأمريكي السابق فرانك ويزنر اجتمع مع مبارك في وقت سابق الثلاثاء وسلمه رسالة بشأن الحاجة للإعداد "لانتقال سلس" للسلطة في البلاد.