تظاهر ملايين المصريين في ثالث جمعة بعد يوم الغضب الذي بدأ قبل 18 يوما، في وقت تواصلت محاصرة مؤسسات حكومية كبرى، وتقدم الآلاف تجاه القصر الرئاسي بالقاهرة انطلاقا من ميدان التحرير حيث أدى مليونان على الأقل صلاة جمعةٍ دعا خطباؤها إلى الثبات على المطلب الأساسي وهو تنحي الرئيس حسني مبارك. ومع نهاية صلاة الجمعة امتلأ ميدان التحرير وسط القاهرة عن آخره، وكذلك امتلأت كل الشوارع الموصلة إليه. ووصف خطيب الجمعة في ميدان التحرير المحتجين بمدافعين أقوياء عن الحرية ودعاهم إلى أن يثبتوا في مواقعهم. ووجه رسالة الخطيب إلى الجيش الشريف ودعاه إلى الثبات وتقوى الله، وألا يخاف من أحد وأن يكون مع الشعب. كما وجه رسالة أخرى إلى الشرطة التي فرّطت في كرامة الشعب، ودعاها إلى أن تضع يدها في يد الشعب، قبل أن يهوي الشيخ أرضا لسبب لم يُعرف بعد، ويتناول الكلمةَ خطيبٌ ثان دعا الولاياتالمتحدة وإيران وحزب الله إلى ألا يتدخلوا في ثورة مصر. وقد أكد خطيب ثالث مطلب المحتجين الرئيسي وهو تنحي مبارك، في رد مباشر على خطاب الرئيس الذي أعلن فيه أمس استمراره في منصبه مع تفويض صلاحياته لنائبه. وردد المتظاهرون بعد الصلاة شعاراتهم المألوفة وبينها يسقط يسقط حسني مبارك، وحسني مبارك باطل. وتقدم آلاف بعد الصلاة إلى قصر العروبة الرئاسي بمصر الجديدة الذي أحاطت به قوى وآليات تابعة للحرس الجمهوري، وسوّرته الأسلاك الشائكة. وتحدث الصحفي عبد المنعم شبل للجزيرة عن قناصة من الحرس الجمهوري اتخذوا مواقع فوق القصر الرئاسي والعمارات المجاورة. كما قال أحد الصحفيين إن بعض البلطجية اعتدوا على المتجمعين أمام قصر العروبة. ووفق مشارك آخر فإن المتظاهرين على بعد مائة متر فقط من سور القصر. كما يحاصر الآلاف مبنى الإذاعة والتلفزيون حيث شكلوا بؤرة اعتصام جديدة، رغم أن المبنى أُخلي من معظم العاملين فيه، ومنعوا الدخول إليه أو الخروج منه. وفي الإسكندرية تحدث متظاهرون عن مليوني محتج وفق مراسل الجزيرة ناصر البدري، بدأ احتشادهم أمام مسجد القائد إبراهيم، رافعين أعلام مصر، وتقدم بعض منهم نحو قصر التين الرئاسي، كما حاصروا مبنى القناة الخامسة. وفي السويس قال منسق الجمعية الوطنية للتغيير جمال زيدان إن الشارع الرئيسي بالمدينة وهو شارع الجيش امتلأ عن آخره، وتحدث عن احتلال مؤسسات رسمية بينها ديوان المحافظ ومديرية الأمن. وشهدت أسيوط مظاهرة شارك فيها مئات الآلاف تجمعوا أمام مقر المحافظة. وفي المنصورة تظاهر الآلاف في المدينة، حيث تموقعت دبابات أمام مبنى المحافظة. وسيطرت حالة غضب شديد على بعض المعتصمين بميدان التحرير البارحة بعد سماعهم خطاب مبارك الذي أعلن تفويضه عمر سليمان صلاحياته الرئاسية، وإلغاء حالة الطوارئ عندما تسمح الظروف الأمنية، ووصف لأول مرة من قتلوا في الاحتجاجات بالشهداء. وصدر صباح أمس، قبل صلاة الجمعة بقليل بيان ثان للمجلس الأعلى ل القوات المسلحة قال فيه إنه سيضمن الانتقال إلى الديمقراطية بما فيها تنظيم انتخابات رئاسية حرة، ورفع حالة الطوارئ بمجرد أن تسمح الظروف الحالية. وطلب من المواطنين العودة إلى منازلهم.