دعا، أمس، القياديان بحزب الأفلان، عبد القادر زحالي وعبد الرحمن بلعياط، في ندوة تحسيسية للشباب بوهران، كافة المناضلين إلى عدم التسرّع وأخذ الحيطة والحذر بشأن الاحتجاجات والمسيرات التي تدعو إليها بعض الأطراف، مؤكّدين على نجاعة الإجراءات التي اتّخذها مؤخّرا رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، فيما يتعلّق بالتشغيل والسكن ودعم الأسعار مطالبين الحكومة بتفعيل هذه الإجراءات وتجسيدها في الواقع الملموس. قال عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المكلّف بأمانة الشباب والطلبة -وهي فرع جديد تمّ استحداثه بعد انعقاد المؤتمر التاسع للحزب واختيار تشكيلة المكتب السياسي-، أنّه يجب عدم الانصياع للخطابات الديماغوجية الداعية إلى الخروج في مسيرات واحتجاجات عنيفة تخريبية، في إشارة منه إلى دعوات بعض الأطراف إلى مسيرات حاشدة يوم 12 فيفري، وبدا موقف حزب الأغلبية بالبرلمان بارزا بعدم الاستجابة لهذه الدعوات، »والاحتجاج السلمي إن تطلّب الأمر«، كما وصف زحالي القرارات التي اتّخذها رئيس الجمهورية بالجريئة لحلّ المشاكل التي يتخبّط فيها الشباب والتي تتمحور حول السكن والشغل، مطالبا الحكومة بضرورة التعجيل بتفعيل هذه القرارات وتقديم نتائج ملموسة، وحمّل المسؤولية للمنتخبين على رأسهم الأميار بغلق أبواب الحوار والاستماع لمشاكل الشباب، معتبرا الندوة الولائية التي احتضنتها وهران أمس، والتي ستتبع بندوات أخرى بمعسكر وتيارت – والتي أعقبت الندوات الجهوية التسعة حول فنّ الخطابة والتبليغ السياسي- في سياق تحسيس الشباب بالإجراءات المتخدّة من قبل رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء وموقف الحزب من القضايا الراهنة، إضافة إلى التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة وتوفير المناخ الإيجابي معوّلا على أنّ أكثر من المواقع في الانتخابات المقبلة ستكون من نصيب الشباب، قائلا أنّ »الدومينو لم يعد مغلقا كما في السابق«، في لإشارة إلى أن المناصب والمواقع مفتوحة أمام الشباب لتسليم المشعل من الجيل القديم إلى الجيل الجديد، وأضاف أنّ الأفلان هو الجزائر والجزائر هي جبهة التحرير، والأفلان من دون شباب يموت..«. وفي سياق عرضه لأهّم النشاطات التي قام بها الحزب بعد انعقاد المؤتمر التاسع الذي وصفه بالناجح، ذكر المكلّف بأمانة الشباب والطلبة، بأنّ عملية تجديد هياكل المحافظات انتهت إلاّ على مستوى 7 محافظات فقط، وأنّ القسمات والمحافظات مفتوحة للشباب للانخراط في الحزب كمناضلين يزيدون قوّته ويتشبّعون بمبادئه وأهدافه ويشاركون في اتخاذ القرارات المتعلّقة بهم، كما قال المتحدّث أنّ الحوار مفتوح مع المنظّمات الطلابية على غرار الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية لوضع تصوّر وطني لتحضير الشباب للمستقبل القريب والبعيد. اهتمام الشباب الذين حضروا هذه الندوة التحسيسة والمقدّر عددهم بنحو 150 شابّا إضافة إلى إطارات الحزب وباقي المناضلين، توجّه كذلك نحو الكلمة التي ألقاها عبد الرحمن بلعياط الوزير السابق وعضو المكتب السياسي المكلّف بأمانة التدريب والتكوين السياسي، حيث ثمّن هو الآخر الإنجازات المحقّقة في فترة حكم رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة قائلا أنّ المنظومة الاقتصادية بالجزائر ليس من السهل عليها في هذه الظروف توفير مناصب الشغل، وأنّ ما تمّ إنجازه من سكنات لم يتحقّق في أيّ بلد، وبالتّالي فإنّ المساعي متواصلة لحلّ مشاكل الشباب، في إشارة منه إلى الإجراءات المتخّذة مؤخّرا منها قرار رفع حالة الطوارئ، واصفا الاحتجاجات التي عرفتها الجزائر بداية جانفي بالأليمة. وعن قراءته للأحداث بتونس ومصر واليمن والأردن، قال بلعياط أنّ موجة الاحتجاجات قد تنتقل إلى سوريا والمغرب وأنّه يجب تكوين رأي بخصوص المواضيع الرئيسية وإظهار موقف الحزب منها وإبلاغه للقاعدة، داعيا إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التسرّع. أمّا بخصوص الاستحقاقات الانتخابية فقال بلعياط بأنّ التناوب على المسؤوليات داخل الحزب يكون منظّما وليس ارتجاليا. ويشار إلى أن عضوي المكتب السياسي للأفلان أشرفا عل افتتاح قاعة بمحافظة الحزب بوهران تحمل اسم الشهيد أحمد بوشعيب وهو أحد ال 22 الذين فجّروا ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 وأحد مسؤولي الولاية التاريخية الرابعة.