يتعرض رؤساء تحرير ومسؤولو أجهزة إعلام عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك لإهانات يومية من قبل العاملين معهم الذين يتهمونهم بالفساد وبمحاباة النظام وموالاته وخدمة توجهاته السياسية. وآخر من تعرض لإهانات بليغة أول أمس الأحد هو رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري عبد اللطيف المناوي، الذي هاجمه عاملون معه ووجهوا إليه الإهانات، كما حاولوا ضربه داخل مكتبه في مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون. وقد أدى تدخل أفراد من الجيش الذي يحرس المبنى إلى إنقاذ المناوي قبل الفتك به، حيث أخرجوه من المبنى وسط موجة من الغضب انتابت العاملين ودفعتهم إلى رشقه بالألفاظ النابية واتهامه بالسرقة. وهو ما دفع المناوي إلى تقديم استقالته لرئيس الاتحاد أسامة الشيخ، الذي يتعرض لاتهامات مماثلة. كما قام العاملون بمعظم قنوات التلفزيون بالاعتصام مطالبين برحيل رؤساء هذه القنوات مما اضطر المديرين إلى مغادرة المبنى تحت حراسة الجيش. وكان صحفيو وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية قد عقدوا اجتماعا أول أمس الأحد طردوا منه رئيس التحرير حسن عبد الله. ونظم الصحفيون والعاملون بمؤسسة دار المعارف الصحفية وقفة احتجاجية أمام مجلة أكتوبر، لمنع دخول رئيس تحريرها مجدي الدقاق بسبب موالاته للنظام السابق وإغفال صوت الثورة ونبض الشارع المصري وعدم تثبيت العمال المؤقتين وتحيزه لمجموعة بعينها من العاملين، حسب قولهم. كما قام صحفيو مجلة أكتوبر بالتوقيع على بيان طالبوا فيه برحيل الدقاق من المجلة، ومعه عدد من الصحفيين، الذين كانوا يعملون بسياسته. وفي جريدة الجمهورية التابعة للدولة نظم نحو 1500 صحفي وموظف مظاهرة أمام مقر الجريدة، مطالبين برحيل رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، وطالب العاملون بتثبيت زملائهم المؤقتين، وتعديل لوائح الأجور. وتعرض رؤساء تحرير صحف رسمية عدة إلى مواقف مماثلة منذ قرار الرئيس حسني مبارك بالتنحي قبل يومين. وتتهم قطاعات واسعة من المصريين الإعلام الرسمي خلال عهد مبارك بأنه كان يشارك في عمليات التضليل وتحسين صورة النظام والتدليس.