خسر منظمو مسيرة أمس، ورقة التعبئة التي كانوا يرجونها، إذ لم يستحب المواطنون لدعوات ما يسمى التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية التي حاولت تنظيم مسيرتها الثانية غير المرخصة من قبل السلطات العمومية في ظرف أسبوع، بساحة الوئام المدني، فقابلها العاصميون بالرفض والتنديد، بعد أن تحوّلت إلى تجمع فاقت فيه أعداد الفوضوليين، عدد المتظاهرين، في وقت طالب فيه سكان سيدي أمحمد مصطفى بوشاشي ونواب الأرسيدي بمغادرة الحي وعدم إزعاج السكان. لم يكترث سكان العاصمة لدعوات منظمي مسيرة أمس، بساحة الوئام المدني )أول ماي سابقا(، بالعاصمة، فكانت المسيرة بالنسبة إليهم »لا حدث«، وفي الوقت نفسه أبدى العاصميون استنكارا شديدا سيما القاطنين بالقرب من مكان احتشاد المتظاهرين، كونها تسببت لهم في عرقلة قضاء حاجياتهم اليومية، حيث اضطرت قوات الأمن إحكام طوق أمني على طول الطريق المؤدي من ساحة أول ماي باتجاه سيدي أمحمد وبلوزداد لتسهيل حركة مرور سيارات المواطنين. وقد تفهم سكان العاصمة قرار السلطات العمومية بمنع المسيرة، كونها إجراء أمني بحت، حيث وجدت عناصر الشرطة استجابة واسعة من قبل المواطنين أثناء تأديتهم لمهامهم، فيما سارت الرياح عكس ما كان يشتهيه المبادرون لهذه المسيرة، والمدعمون من طرف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهو ما وقفت عليه »صوت الأحرار« بموقف حافلات نقل المسافرين، بالقرب من مقر وزارة الشباب والرياضة، التي كانت مسرحا لتجمع بعض المتظاهرين، معتبرين أن منظمي المسيرة غير المرخص لها »ضيوفا غير مرحب بهم«. من جانب آخر علّق سكان الأحياء القريبة من ساحة أول ماي، ملصقات وجّهوا فيها نداء إلى الهدوء والسكينة والتي كتب عليها »لا تؤذي حيي ولا تزعج سكينتي«، ودعا السكان السلطات إلى حماية الأملاك والأشخاص، كما دعوا شباب الحي إلى الانضباط والهدوء وعدم الانسياق وراء من يريدون زعزعة استقرار البلاد. كما ندد عديد المواطنين الذين تقربنا منهم بالمسيرة التي تأكدوا أن منظميها لا يمثلون إلا أنفسهم، وأن الشعارات التي يرددونها يراد بها زرع البلبلة والفتنة في أوساط الجزائريين الذين اكتووا بنارها خلال سنوات الأزمة الأمنية. وقد دخل عدد من سكان سيدي أمحمد بالقرب من مقر البلدية، في نقاشات مع المتظاهرين وطالبوهم بالمغادرة وعدم إزعاج السكان، في وقت ردّ عليهم رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مصطفى بوشاشي وبعض نواب الأرسيدي بالقول »إن العاصمة ملك لجميع الجزائريين«، وأنه من حقهم التظاهر السلمي ودعوهم إلى مساندتهم، غير أن سكان سيدي أمحمد تمسكوا بمطالبهم ولم ينساقوا وراء دعوات المتظاهرين. وقد لوحظ بشارع حسيبة بن بوعلي القريب من ساحة الوئام المدني بوسط العاصمة عدد كبير من المواطنين في حركة دؤوبة لقضاء حاجيتهم، حيث ظلت المحلات مفتوحة، في حين عاش العاصميون يوما عاديا كسائر الأيام الأخرى، حيث استغلوا راحة يوم السبت الأسبوعية لصرف حاجياتهم، قبل بدء أسبوع عمل جديد.