تحوّل تجمّع شعبي محتشم، تمّ تنظيمه صباح أمس من قبل التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية بوهران، على مستوى قاعة سينما »السعادة« بوسط المدينة، إلى منبر لطرح انشغالات خاصّة والسير الذاتية لبعض المنخرطين في التنسيقية الذين مثّلوا دور المستقلّين المتعاطفين والراغبين في تغيير النظام، فيما نشبت ملاسنات حادّة مع فرقة التلفزيون التي منعت من التغطية وخلق ذلك شرخا بين أعضاء التنسيقية أنفسهم. لم يحضر التجمّع غير نحو 150 شخصا لم يملئوا ثلث قاعة السينما التي تتسّع ل 900 مقعد، فيما كانت الأجواء بالخارج جدّ عادية، حتّى أنّ الكثير من المواطنين لم يكونوا على دراية بأنّ قاعة السينما تحتضن تجمّعا للتنسيقية يحمل شعار التغيير، مع الإشارة إلى تواجد لعناصر الأمن أمام القاعة تحسّبا لأيّ تطوّرات، ومن بين الحضور مناضلون بحزب الأرسيدي وأساتذة جامعيون ينتمون لنقابة »الكناس«، ومسرحيون من بينهم ابنة الراحل عبد القادر علولة، حيث ألقى نشطاء التنسيقية خطابات طالبت بمحاربة الرشوة والفساد والحقرة والتهميش وتوسيع مجال الحرّيات الفردية والجماعية وإلغاء حالة الطوارئ. وحسب ملاحظين حضروا هذا التجمّع فإنّ التأطير كان ضعيفا للغاية وغير مقنع خصوصا وأنّ من كانوا يدعون إلى التغيير شباب وطلبة تلعثموا في الكلام ومسرحيون أضحكوا الحضور بأدائهم المسرحي الذي كان بارزا أكثر من إلقاء خطب سياسية منتقدة للنظام، ما جعل البعض يصفهم ب»المهرّجين« إذ لم ينجحوا في التخلّص من انتمائهم للمسرح، رغم محاولتهم إضفاء طابع الجديّة. كما تحوّل النقاش العامّ باسم الديمقراطية إلى طرح انشغالات خاصّة وسير ذاتية لأشخاص قالوا أنّهم انضّموا للتنسيقية، لكنّ شعاراتهم ومطالبهم كانت بعيدة عن انشغالات المواطن البسيط -حسب ملاحظين دائما-. وما زاد نفورا من التنسيقية التي دعت إلى التجمّع حولها والالتفاف حول مطالب التغيير »من دون أن تقدّم البديل أو برنامجا سياسيا بارزا«، المشادّات الكلامية التي وقعت بعد التهجّم على فرقة التلفزيون التي دخلت القاعة بغرض التغطية الصحفية، حيث منع المصوّر من التصوير وطرد الطاقم الصحفي إلى الخارج، الأمر الذي برز أنّه مناف لمبادئ الديمقراطية التي تدعو إليها التنسيقية وخلق جدلا في أوساط الأعضاء بين مؤيّدين ومعارضين لهذا السلوك. ويجدر بالذكر أنّ التنسيقية تقدّمت بطلب الترخيص للتجمّع داخل القاعة بدلا من مسيرة شعبية كتلك التي تمّ تنظيمها بساحة أوّل نوفمبر السبت الماضي والتي لم تلق استجابة واسعة هي الأخرى.