كشفت مصادر مطلعة، أن اجتماع التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، الذي عقد أمس، بدار النقابات الكائنة بالدار البيضاء، بالعاصمة، شهد غياب جناح بوشاشي، الذي يصر على ضرورة انسحاب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من التنسيقية للإبقاء على الطابع الشعبي للمبادرة، وقطع الطريق أمام أي استغلال حزبي للمطالب المرفوعة، وهو ما قد يدفع إلى إلغاء مسيرة السبت القادم. بدأت بوادر الخلاف بين مختلف الأطراف الفاعلة في التنسيقية تطفو إلى السطح بعدما ظلت حبيسة الهيكل طيلة الأسابيع الماضية، فقد أدى الفشل الذريع لمسيرة 19 فيفري، إلى تطورات متسارعة داخل التنسيقية، تمثل في البداية بتأجيل الاجتماع التنسيقي الذي كان مرتقبا الأحد الماضي، ثم بلغ الأمر ببعض القيادات المحسوبة على المجتمع المدني إلى المطالبة صراحة بضرورة انسحاب الارسيدي من التنسيقية بصورة نهائية وغير قابلة للنقاش. ويستند أصحاب هذا الطرح على ما وصفوه ب»الرفض الشعبي لرموز الأرسيدي« خاصة في ظل الصورة التي تتناول بها مختلف وسائل الإعلام الحزب، ومن ذلك أن غياب زعيم الأرسيدي سعيد سعدي السبت الماضي عن المسيرة تحت ذريعة فقدانه لجواز السفر في فرنسا تركت استياء كبيرا في أوساط العناصر الفاعلة في التنسيقية. من جهة أخرى ترى أوساط داخل هذا التيار، أن الانسحاب التام للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، من التنسيقية في الوقت الراهن قد تكون له تداعيات سلبية على التنسيقية والحركة الاحتجاجية، على خلفية أن خروج الأرسيدي تحت الضغط في هذه المرحلة بالذات قد يخلق بلبلة إعلامية تؤدي حتما إلى التأثير على الحركة الاحتجاجية، ويقترح أنصار هذا الطرح إلزام عناصر الأرسيدي بالتقيد التام بالتنسيقية وإبعاد عناصره وقياداته عن الواجهة الإعلامية للتنسيقية، وعدم توظيف تحركات التنسيقية لأغراض حزبوية لا تتفق بالضرورة مع مساعي التنسيقية. وبالعودة إلى اجتماع أمس فقد، حضره كل من النقابي السابق في الجمارك أحمد بداوي، ومعلاوي رئيس السناباب المتنازع على رئاستها مع جناح فلفول الرافض لإقحام النقابة في صراعات سياسية إلى جانب مشاركة الطاهر بسباس عن الأرسيدي ونحو 20 طالبا، في حين تحدثت مصادرنا عن غياب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان المحامي مصطفى بوشاشي، وفوضيل بومالة، وبلعيد عبريكا وشخصيات أخرى اعتادت على الحضور في كل اجتماعات التنسيقية والمشاركة في كل خطواتها التنظيمية، وقد باءت كل محاولاتنا الاتصال بالمحامي مصطفى بوشاشي للتأكد من صحة مقاطعته للاجتماع بالفشل. وفي مثل هذا الوضع الذي أمر به التنسيقية الوطنية من أجل التغيير يرجح أن تلغى مسيرة السبت القادم رغم تمسك الأرسيدي بالخروج الأسبوعي إلى الشارع.