قالت مصادر قريبة من التنسيقية الوطنية للتغير والديمقراطية، أن خلافات حادة اندلعت بين أعضائها الفاعلين، حول طريقة عملها ومكانة كل طرف فيها، إلا أن الخلاف الجوهري يكمن حسب ذات المصادر في بروز تيار قوي داخل التنسيقية يطالب صراحة بانسحاب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من التنسيقية بصفة نهائية. لم تتمكن أطراف التنسيقية الوطنية من اجل التغيير والديمقراطية، من عقد اجتماعها التنسيقي للتقييم المسيرة المجهضة السبت الماضي مثلما كان عليه الحال الأسبوع المنصرم، وذلك لحجم الاختلافات التي طفت إلى السطح مباشرة عقب مسيرة السبت، والتي شهدت فشلا ذريعا في حجم التعبئة والتجنيد، فضلا عن فشل التنسيقية بتركيبتها الحالية في تحريك مساحات جديدة من الشارع، إذ بقيت نفس الوجوه المنتسبة إلى الأرسيدي تسيطر على المشهد مما أعطى الانطباع لدى بعض النشطاء أن الأرسيدي يحاول استغلال التنسيقية لحسابات سياسيوية ظرفية لها علاقة بأجندة الحزب وتختلف كليا عن المطالب المرفوعة من قبل غالبية المنضوين تحت لواء التنسيقية، وفي هذا السياق تصاعدت حدة التيار الرافض لوجود الأرسيدي وخرجات قياداته في التنسيقية التي تعتبر حسب المبادرين بها غطاء يجمع فعاليات المجتمع المدني وبالأخص فئة الشباب والبطالين والطلبة...الخ. على صعيد آخر، يصر التيار الرافض لهيمنة الأرسيدي الذي غاب زعيمه عن حضور مسيرة السبت الماضي التي منعت تحت ذريعة افتقاده لجواز سفره في باريس، على تفعيل آليات التجنيد وكسب أطياف أخرى من المجتمع، هذا في الوقت الذي لمح رئيس الحكومة الأسبق أحمد ين بيتور إلى مشاركته في المسيرتين السابقتين من دون الظهور أو لفت الانتباه، في إشارة إلى زعيم الأرسيدي، أما على مستوى الرابطة الجزائرية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فقد كشفت الرسالة التي وجهها كمال داود نائب رئيس الرابطة إلى رئيسها مصطفى بوشاشي ينصحه بعدم الاستمرار في التحركات الميدانية لكون الرابطة لا تملك القدرة ولا الإمكانيات للاستمرار في الاحتجاج الأسبوعي –حسبه-، عن بوادر قد لا تكون مشجعة لجماعة بوشاشي المصرة على التحرك الميداني كل أسبوع لإحداث التغيير أو على الأقل انتزاع مكاسب سياسية من السلطة سيما ما تعلق بالحريات السياسية والإعلامية والانفتاح على المجتمع ومحاربة الفساد، خاصة أن قانون الطوارئ سيصبح بعد مدة محدودة جدا في حكم الماضي. ويعتقد العديد من المتحمسين للتنسيقية كغطاء جامع لمختلف الفعاليات الاجتماعية والنقابية والشبانية، أن نجاحها في لم شمل رموز التغيير يقتضي أولا وقبل كل شيء الابتعاد عن الحزبوية والزعاماتية، فضلا عن الاستمرار في التحسيس والتجنيد، وهي إشارة قوية لمحاولات الهيمنة التي يسعى إليها الأرسيدي وإن كانت قيادته تنفي ذلك علانية.