تنظم شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل اليوم لقاء حول "المواطنة" بمشاركة الكشافة الإسلامية الجزائرية و بريتيش كونسل، حيث تم في هذا الإطار يقول رئيس الشبكة عبد الرحمان عرعار تكوين 150 منشطا من عدة ولايات الوطن وذلك بمشاركة 30 جمعية، لإطلاق هذا المشروع الذي يمتد على مدار ثلاث سنوات بداية من 2012 و سيشهد تمويل عدة مشاريع نموذجية في المجال،و في ذات السياق أكد ذات المسؤول عن وجود مقترح لوزارة التضامن الوطني من أجل تعميم الخط الأخضر الذي سجل 8042 اتصال تمت على إثرها معالجة 600 حالة. أكد عبد الرحمان عرعار رئيس شبكه ندى هذا اللقاء الذي يحتضنه المركزالثقافي عز الدين مجوبي سيشهد التحضير لإطلاق مشروع جديد تعكف الشبكة على تجسيده و المتعلق بموضوع "المواطنة" سيحضره إضافة إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية و "بريتيش كونسل" 150 منشطا تم تكوينهم لهذا الغرض و ذلك لمناقشة كيفية بناء القدرات على تقنيات العمل بهذا المفهوم من خلال المشاريع و التقنيات الحديثة و ذلك بناء على لغة الشباب و تلبية الاحتياجات و التشاور و المشاركة في كل القضايا التي تهم هذه الفئة من المجتمع، مضيفا أن هؤلاء تم تكوينهم بمشاركة 30 جمعية على المستوى الوطني وبإشراف مؤطرين كانوا قد استفادوا من دورات تكوينية في هذا المجال في كل من لبنان و الأردن ،من خلال خمس ورشات جهوية في كل من ورقلة و مستغانم و قالمة و تيبازة و العاصمة. مخاوف من تحول العنف إلى ثقافة في مجتمعنا سيتم خلال هذا اللقاء –يضيف - بلورته من أجل إطلاقه قريبا ليمتد على ثلاث سنوات وذلك من 2012 إلى 2015 ،كما سيعرف تمويل بعض المشاريع النموذجية التي تصب في نفس السياق في كل من ولايات العاصمة و تيارت و ورقلة و التي سيشرف عليها بعض النشطاء الجمعويين يتم بواسطتها ترسيخ معاني المواطنة لدى الشباب من مختلف الأعمار. من جهة أخرى وفي إطار مكافحة ظاهرة العنف في أوساط الشباب والأطفال سيتنقل وفد من الشبكة إلى إنجلترا للاطلاع على التجربة النمودجية الإيرلندية في معالجة هذه الظاهرة التي تنتشر بكثرة في الأحياء الشعبية والأوساط الشبانية، ومحاولة الاستفادة من خبرتهم في هذا المجال، فيما سرد هؤلاء الزيارة خلال شهر ماي المقبل للتوقيع على بنود الشراكة والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة هذه الظاهرة. مضيفا أن العنف بات السلوك الأول الذي ينتهجه الشباب والأطفال في الجزائر من أجل التعبير عن احتياجاتهم ،لدرجة حمل السلاح الأبيض من طرف أطفال لا يتجاوز سنهم 14 سنة ،و هو الأمر الذي يتطلب تضافر جهود جميع الجمعيات التي تنشط في الميدان من أجل التقليص من حجم الظاهرة و ذلك بوضع الحلول الكفيلة للحد منها و الدعوة الحقيقية للتخلي عن تلك السلوكات الخطيرة التي تهدد سلامة الأفراد و المجتمع على حد سواء و لا يقتصر الأمر على مجرد إلقاء محاضرات و تأنيب الفاعلين التي لم تعد تجدي نفعا . و يعتبر هذا المشروع - يقول - من أهم المشاريع التي تعكف الشبكة على تجسيدها في الوقت الحالي نظرا للمرافقة التي تقوم بها هذه الأخيرة لمختلف الحالات التي تصلها و التي تبين أن 80 بالمائة من المشاكل و الانتهاكات التي يعرفها المجتمع والأسرة الجزائرية خاصة في مجال الطفولة يستعمل العنف لحلها ،وذلك انطلاقا من النزاع الذي يكون بين الزوجين إلى مختلف المشاكل الأخرى وذلك في ظل غياب الحوار والوساطة والمرافقة الاجتماعية ما يجعل الأشخاص يتوجهون إلى العنف والانتحار والانحراف لذا فالوضع يستدعي الحذر وتحرك عاجل خوفا من أن يأخذ هذا السلوك حجما أكبر و يتعمم إلى درجة يصبح فيها كثقافة وهو ما ليس له صلة تماما بثقافتنا. الخط الأخضر آلية استماع ضرورية ولقد سجل الخط الأخضر- يقول عرعار- 8042 اتصال تم معالجة حوالي 600 حالة بعد أن تم توسيعه إلى 15 ولاية، فيما يبقى الهدف الأساسي تعميمه إلى 48 ولاية وهو ما يجري العمل على تجسيده من خلال تقديم مقترح لوزارة التضامن الوطني لتكون شريكا فاعلا في تعميمه، نظرا للأهمية التي يتمتع بها حيث أصبح أكثر من ضرورة وآلية هامة من آليات الاستماع والمراقبة الدائمة للأطفال الذين يعانون من مشاكل اجتماعية ،معربا عن رغبته في أن يكون للنساء و الشباب آلية متخصصة في هذا المجال لأن الفرد بحاجة لمن يستمع لانشغالاته وكذلك لحلول فعلية لها ،حيث تمكن الخط الأخضر بفضل خلية الاستماع من التخفيف من تلك الضغوطات والتراكمات لأنه لا يمكنه أن يقدم كل الحلول خاصة تلك المستعصية. ولقد سمح الخط الأخضر للشبكة بلمس الواقع و الوقوف على كيفية معالجة تلك الحالات من خلال آليات مناسبة، غير أن الواقع و الظروف كثيرا ما تمنع من التكفل بتلك الحالات التي تجبرعلى انتهاج هذه السلوكات العنيفة،حيث لجأ مؤخرا أحد الأولياء القادم من ولاية سيدي بلعباس بعد أن التزمت السلطات هناك الصمت اتجاه حالته إلى محاولة إحراق نفسه بسبب وضعيته الصعبة كونه معاق و بطال و لا يملك سكنا يحميه و أبنائه الخمسة من التشرد ،هذه الحالة - يؤكد محدثنا - سبق لشبكة ندى أن نبهت بمعاناته لكن ذلك لو يؤخذ محمل الجد إلى أن قام بهذا التصرف الذي كاد أن يودي بحياته. حالة أخرى متعلقة بأم تعيش رفقة ابنها في الشارع بعد أن طردها الزوج حيث لم يتمكن أهلها من استقبالها نظرا لوضعيتهم الاجتماعية الصعبة لتجد نفسها مجبرة على التواجد في الشارع وعليه -يتساءل محدثنا - كيف لطفل يعيش في مثل هذه الظروف القاسية أن ينشأ سويا. نفس الأمر بالنسبة لفتاة مكفولة تبلغ من العمر 16 سنة وضعت حملها في المنزل بعد أن تم الاعتداء عليها جنسيا ،حيث رفض الأهل التبليغ بالأمر خوفا من الفضيحة و العار اللذان قد يلحقان بهما و فضلوا التستر عليها معرضين الأم و الجنين للخطر،حيث تدخلت شبكة ندى بعد أن اتصلت والدة الفتاة و تم إرسال الإسعاف إلى المنزل ،لكن يبقى مصيرالأم و الابن مجهول نظرا لعدم قدرة العائلة على التكفل بهما.