منعت قوات الأمن التونسية، أمس، وصول مجموعات من شباب الثورة إلى ساحة القصبة، حيث كانوا يعتزمون بدء اعتصام للمطالبة بخلع الرئيس المؤقت فؤاد المبزع وإسقاط الحكومة، وأغلقت الشرطة جميع المنافذ المؤدية إلى الساحة واستعملت الهري والغازات المدمعة لتفريق المعتصمين، ويأتي الإعلان عن هذا الاعتصام غداة تصريحات لرئيس الحكومة المؤقت الباجي قائد السبسي اعتبرها شباب الثورة محاولة للالتفاف على مطالب الشعب، وشدد السبسي في تلك التصريحات على أن الاحتجاجات والاعتصامات لم تعد مقبولة. من جهتها قالت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها إن قوات الأمن فرقت متظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة باستخدام الغازات المدمعة، بعد رشق مجموعات شبابية الشرطة بالحجارة وحرق أملاك عامة وخاصة، وقال بيان الداخلية إن مسيرة بدأت وسط العاصمة تبنت بعض الشعارات التي خرجت عن الإطار السلمي ودعت إلى ممارسة العنف وبث الفوضى. وقامت أعداد كبيرة من قوات الأمن بوضع حواجز ومحاصر ساحة القصبة في العاصمة لمنع مسيرات حاشدة لمنظمي الاعتصام من الوصول إلى الساحة وتنفيذ ما يعرف باعتصام القصبة الثالث، وقد دعا شباب الثورة في تونس إلى هذا الاعتصام للمطالبة بخلع رئيس الجمهورية المؤقت الذي يحتكر إصدار المراسيم الرئاسية، كما دعوا إلى إقالة حكومته وتشكيل هيئة رئاسية مؤقتة لحماية الثورة. وطالب المنظمون بالتصدي لما قالوا إنه استمرار لسياسة القمع لدى الجهاز الأمني، وتواصل تعيين مسؤولين من منتسبي حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل. في الأثناء أعلنت أغلبية أعضاء مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة في تونس تمسكها بمطلب إقالة وزير الداخلية الجديد الحبيب الصيد، باعتباره أحد وجوه عهد زين العابدين بن علي التي ساهمت في تزوير انتخابات عام 1999. جاء ذلك في الجلسة السادسة للهيئة التي تمسك أغلبية أعضائها أيضا بيوم 24 جويلية المقبل موعدا لانتخاب المجلس التأسيسي الذي ستعهد إليه مهمة كتابة دستور جديد للبلاد، وسط جدل تشهده البلاد حول أداء الحكومة الانتقالية ومدى التزامها بالاستجابة لمطالب الثورة التونسية، وفي موضوع ذي صلة قال مؤتمن قضائي كلفته المحكمة بالإشراف على التصرف في أملاك بلحسن الطرابلسي صهر الرئيس المخلوع بن علي إنه توصل إلى أن الطرابلسي ما زال يدير عددا من شركاته بالتعاون مع مسؤولين وموظفين لديه. كما أشار إلى أن الطرابلسي نقل عددا من أملاكه إلى صهره الهادي الجيلاني الرئيس السابق لاتحاد رجال الأعمال. ومن بين هذه الأملاك أراض وعقارات وملكيات شركات. وأشار المؤتمن القضائي في تصريحات للجزيرة إلى أن بلحسن الطرابلسي الذي يوجد حاليا في كندا يخضع لملاحقات قضائية وأمنية من السلطات التونسية، وأنه سحب معظم أرصدة حساباته البنكية من العملة الصعبة والعملة التونسية قبيل وبعد فرار الرئيس المخلوع بن علي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، ويقوم بإدارة جزء من هذه الأموال ضمن حسابات بنكية في الخارج. وفي موضوع آخر أقدم مواطن تونسي عاطل عن العمل، أمس، على إحراق نفسه وسط حديقة عمومية بولاية صفاقس جنوبي تونس، وقد نقل الرجل إلى المستشفى حيث يتلقى الآن الإسعافات الضرورية، وأفاد مصدر إعلامي تونسي رسمي نقلا عن مصادر طبية بأن حالة المصاب خطيرة، لكن الأمل في إنقاذ حياته يبقى قائما.