أكد رشيد حراوبية، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في ندوة صحفية نشّطها بقسنطينة، أن الوزارة فتحت تحقيقا بخصوص الأحداث الأخيرة التي شهدها مقر رئاسة جامعة عبد الرحمن ميرة ببجاية وتعرض أثاثها وأجهزتها للحرق والتهريب، والتحقيق في القضية متواصل في انتظار النتائج لمعرفة الدوافع الحقيقية التي من أجلها قامت هذه التظاهرة الطلابية، وتحفظ الوزير عن الخوض في الحديث عن مسائل اعتبرها »شخصية«، لاسيما قضية استقالته التي قالت بعض الأوساط أنه يكون قد قدمها لرئيس الجمهورية الذي رفضها حسب ذات المصادر. وبالمناسبة أكد حراوبية اهتمام وزارته بالجانب الاجتماعي للأساتذة الجامعيين خاصة في قطاع السكن، حيث برمجت الوزارة إنجاز 12 ألف سكن اجتماعي على مستوى عاصمة الشرق، تضاف لها 900 وحدة للسكن الترقوي التي خصصها والي قسنطينة نور الدين بدوي لفائدة الإطارات الجامعية، وفتح تخصصات جديدة على مستوى الجامعات، للقضاء على ظاهرة نزوح الأدمغة نحو الخارج، والاعتماد على الكفاءات المحلية في إنجاز البحوث العلمية. وحسب الوزير، فإن الجزائر وفي ظل سياسة الحكم الراشد، استطاعت أن التخفيف من هذه الظاهرة، بعودة 101 عالم وباحث جزائري إلى الوطن، وهم الآن ينشطون على مستوى المجالس العالمية للجامعات، والوزارة اليوم بصدد فتح ورشات جديدة للتعامل مع المحيط الاجتماعي والاقتصادي، من خلال اللقاءات التي تربطها مديرية البحث العلمي مع رجال الصناعة، لاسيما والجزائر - أضاف حراوبية -تمتلك طاقات بشرية وتحاول تجنيدها للوصول إلى مواكبة التطور. وحول الحركات الاحتجاجية التي تشهدها الساحة الطلابية، فند وزير التعليم العالي وجود أي حركة من هذا القبيل، موضحا أن 95 بالمائة من الجامعات تسير فيها الأمور بشكل عادي وبانتظام. وتطرق حراوبية في زيارته أول أمس إلى عاصمة الشرق، إلى نظام ال»أل أم دي« الذي وصفة بالناجح، واعتبر أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي تبنته ليست أقل ذكاء لتخصص ميزانيات ضخمة له، كما أكد حراوبية إبقاء باب مسابقة الدخول إلى الماجستير مفتوحا إلى آخر دفعة، أما ما تعلق بمسألة الترقية بالنسبة للأساتذة، فقد قال إن المجلس العلمي هو السيد في اتخاذ مثل هذه القرارات من الدائرة إلى الكلية إلى الجامعة، وإن دور الوزارة تنسيقي لا غير، وهذا يعني أن القضايا البيداغوجية والعلمية يتم الفصل فيها على مستوى المجالس العلمية، ليوضح أن وزارته لا تعترف بوجود أستاذ متعاقد وآخر مؤقت، مشيرا إلى أن هناك فئة تعمل ساعات إضافية وهي تتلقى رواتبها بانتظام. كما وقف حراوبية رفقة والي قسنطينة على مدى تطور أشغال مشروع المدينة الجامعية، وحسب الشروحات المقدمة، فإن سير الأشغال وصل 76 بالمائة، علما أن المشروع عرف بعض التأخر لأن الإجراءات على مستوى لجنة الصفقات العمومية تستغرق وقتا طويلا، وبالمناسبة سيتم فتح 6 مدارس في مختلف التخصصات منها السمعي البصري، النقل والسياحة ومدرسة متعددة التقنيات، وهذا بطاقة تقدر ب 24 ألف مقعد بيداغوجي و12 ألف سرير.