اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أمس إسرائيل بالمسؤولية عن التصعيد الحالي في قطاع غزة، وحذرتها من الإستمرار في ذلك. وبالتزامن تبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة المسؤولية عن قصف منطقة أوفكيم شرق القطاع بثلاثة صواريخ من نوع (غراد) فجر أمس. وهي المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية منذ موجة التصعيد الإسرائيلية على القطاع والتي خلفت 17 شهيدا آخرهم استشهد أمس في جباليا. وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن 25 قذيفة هاون سقطت على دفعتين في منطقة مجلس أشكول في النقب الغربي منذ صباح السبت. وقال القيادي في الحركة، فوزي برهوم في مؤتمر صحفي إن إسرائيل فهمت بالخطأ رسالة حماس عندما التزمت الحركة بالتهدئة، مشيرا إلى أن لهذا التصعيد الإسرائيلي أهدافا سياسية تتمثل في محاولة إسقاط حماس وكسر إرادة المقاومة الفلسطينية. وأضاف أن حماس والفصائل الفلسطينية لن تقبل بما سماها معادلة الاستسلام التي تريد إسرائيل فرضها على قطاع غزة. كما أعلن عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس، مشير المصري في تصريح له أمس أن المقاومة »لن تبقى مكتوفة الأيدي« أمام الجرائم الإسرائيلية. ووصفت مصادر في القطاع الوضع بالمحتقن وشديد التوتر، مشيرة إلى أن الفصائل وخاصة حماس وضعت في موقف صعب جراء هذا التصعيد وهي أمام خيارات صعبة. كما اتهم بيان حماس إسرائيل بارتكاب ما سماها جرائم حرب في القطاع من خلال استخدام مواد فسفورية في القصف واستهداف الطواقم الطبية والنساء والأطفال. ومن جهة أخرى قالت حماس -في البيان الذي تلاه الناطق باسم الحركة فوزي برهوم- إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية أيضا عن ما يحدث داخل القطاع، واعتبرت أن موقفه يتسم بالتواطؤ والصمت، وهو ما يوفر الغطاء لإسرائيل كي تستمر في جرائمها. ودعت حماس الشعوب والأنظمة العربية بعد التطورات الجارية في المنطقة إلى التحرك من أجل الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وردع العدو الإسرائيلي، مثمنة في بيانها موقف الثوار المصريين وخاصة في مظاهرتهم التي طالبت بطرد السفير الإسرائيلي في القاهرة. وبدوره كشف وزير التخطيط والخارجية في الحكومة المقالة محمد عوض أن الحكومة أجرت عدة اتصالات على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي من أجل الضغط على الاحتلال للجم عدوانه المتصاعد على غزة. وقال الوزير إن الاتصالات شملت عددا من الدول الغربية التي لديها تأثير على دولة الاحتلال، بما فيها مراسلات مع الأممالمتحدة ومجلس الأمن. ومن جهته، واصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إجراء مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية والجيش بشأن تطورات الموقف في قطاع غزة. وكان نتنياهو قد أعلن أن استهداف حافلة لطلبة المدارس يشكل تجاوزا للخطوط الحمر وأن من فعل ذلك عليه أن يعرف أن الحكومة الإسرائيلية سترد بحزم وشدة. ومن جهته قال وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل تعتزم مواصلة الضربات الجوية على أهداف لحماس في القطاع لوقف إطلاق الصواريخ. وقال ساعر -وهو عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر- »لن نسمح بأن يعرقل إطلاق الرصاص المتقطع الحياة الطبيعية«، في إشارة منه إلى حياة الإسرائيليين.