فال رشيد بن عيسى، وزير الفلاحة والتنمية الريفية لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس الأول، على هامش الزيارة التي قام بها إلى المغرب أن الحدود البرية بين الجزائر والمغرب لن تظل مغلقة إلى الأبد، مكررا نفس تصريحات زميله في الحكومة، وزير الخارجية مراد مدلسي، منذ أيام قليلة، وأضاف بن عيسى »نحن جيران وإخوة ونعمل من أجل تقوية العلاقات الثنائية..«. ويحمل تصريح بن عيسى نفس الخلفيات التي دفعت بالعديد من المتتبعين إلى الحديث عن وجود قرار قيد الإعداد بين الجزائر والرباط يتعلق بإعادة فتح الحدود بين البلدين، خاصة في ظل تأكيد بعض المصادر المطلعة عن اتصالات حثيثة بين البلدين وعلى أعلى مستوى لتسريع وتيرة دراسة كل الملفات المرتبطة بقضية الحدود البرية المغلقة. وتأتي تصريحات رشيد بن عيسى الذي وقع مع نظيره المغربي أخنوش اتفاقيات تتعلق بالأمن الغذائي والتعاون التكنولوجي في المجال الفلاحي، في إطار »غزل دبلوماسي« متبادل بين مسؤولي البلدين، حيث تم الشروع في تبادل زيارات لرسميين بين البلدين منهم وزراء أعادوا تنشيط التعاون الثنائي المجمد منذ سنوات، ويشار إلى أن وزير الخارجية مراد مدلسي كان قد أكد أن أفضل مجالات التعاون التي تسير على ما يرام بين الجزائر والرباط، هو الميدان الأمني، وذلك في إشارة إلى تعاون البلدين في الحرب على الإرهاب. وكان مدلسي قد أكد بأن الحدود البرية بين الجزائر والمغرب لن تظل مغلقة إلى الأبد، وهي إشارة تلقاها الكثير من المتتبعين بإيجابية مؤكدين أنها ترمي إلى تحضير الجو لإعادة فتح الحدود، وإن اشترط مدلسي توفير الظروف المناسبة لهذا القرار، وأوضح أنه من الضرورة تناول الملفات الحساسة كالطاقة والزراعة قبل الإقدام على هذه الخطوة، كما صرح مدلسي في نفس السياق قائلا أن اتحاد المغرب العربي مستمر في عمله، لكنه لا يتقدم بالشكل المطلوب، وقال »اتحاد المغرب العربي مستمر في عمله وهو ليس مجمدا، صحيح أنه لا يتقدم بالشكل المطلوب لأننا لا نملك نفس الرؤية حول قضية الصحراء الغربية«. للعلم، كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد صرح على هامش إشرافه على تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية أنه ليس هناك أي مشكل بين الجزائر والمغرب، مضيفا أن القضية الصحراوية متكفل بها على مستوى الأممالمتحدة، وعليه لا يجب أن تقف حاجزا أمام تحسن العلاقات الثنائية، لكن الملاحظ أن تصريحات بوتفليقة استقبلت من قبل المسؤولين المغاربة بشيء من الترحيب والكثير من التشكيك وهو ما عكسته تصريحات وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري الذي وصف تصريحات الرئيس بأنها أكثر من جيدة لكنه طلب بتطبيقها في أرض الواقع وهو ما اعتبره المراقبون نوعا من التحفظ الذي لا يساعد على المزيد من التقارب والعمل الثنائي لإذابة الجليد المتراكم فوق العلاقات الثنائية منذ سنوات، علما أن المغرب دأب منذ أشهر على إلقاء الورود صوب الجزائر بتأكيد نيته في تحسين العلاقات الثنائية وطالب دون توقف بإعادة بفتح الحدود البرية المغلقة منذ سنة 94، إلا أنه عمد بالتوازي مع ذلك إلى إطلاق تصريحات أخرى مناقضة، عبر مسؤولين في الحكومة وعبر العاهل المغربي محمد السادس نفسه الذي اتهم الجزائر صراحة بالسعي إلى »بلقنة« المنطقة.