دعا أمس فوزي مصمودي مدير المتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية ببسكرة في ندوة تاريخية حول مجازر 8 ماي 1954 المجاهدين للمساهمة في التسجيلات التي يقوم بها المتحف والإدلاء بشهاداتهم، مؤكدا أن الأسرة الثورية مطالبة بتسليم ما عندها من مقتنيات تاريخية لإثراء هذا المعلم، لأن التاريخ ملك للأمة والشعب، مشيرا أنه بصدد التحضير لمجلة وموقع إنترنيت بعدة لغات. من جهته قال البروفيسور عمر فرحاتي أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بسكرة في محاضرة بعنوان »مجازر 8 ماي من منظور القانون الدولي« بحضور جمع غفير من المختصين في التاريخ ومجاهدين، أن فرنسا الاستعمارية كانت قبل 8 ماي 1945 جهزت جيشها بأكثر من 4000 جندي، كما جاءتها الإمدادات من تونسوفرنسا، وأطلقت 800 طلقة مدفع خلال هذا اليوم المشهود، من بينها 476 بمدينة سطيف، واستخدمت 77 طائرة مقنبلة من نوع »ب 5« و»ث 6« و »ب 6«. وأشار ذات المحاضر إلى المعاهدة والاتفاقية التي وقع عليها الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية، وإلى اتفاقيات جنيف سنة 1949 المتعلقة بحماية المدنيين، مضيفا أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومختلف القوانين الدولية تؤكد معاهدة منع إبادة الجنس البشري سواء في وقت السلم أو الحرب، وأن ما ارتكب في 8 ماي هو جريمة حرب موثقة أركان جريمتها. من جهته أوضح نصر الدين مصمودي الباحث في التاريخ وأستاذ بجامعة بسكرة ومدير المركز الثقافي الإسلامي في مداخلته أن خروج الشعب الجزائري للمطالبة بالحرية لتنفيذ فرنسا وعدها، لكن هذه الدولة الماكرة واجهته بالرصاص وقتلت الآلاف من هؤلاء الشهداء. وأضاف أن جرائم الإبادة التي مارستها فرنسا الإستدمارية ضد الشعب الجزائري الأعزل تنطبق عليها جرائم الإبادة الجماعية. وبالمناسبة أكد مداني بجاوي الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين أن تجريم فرنسا الاستعمارية مطلب شرعي يجب العمل لتحقيقه، وأن الجزائريين عانوا الويلات من أعتى قوة عسكرية استعمارية في تلك الآونة، معتبرا أن التعويضات المعنوية والمادية ضرورية، وأن العلاقات الثنائية الجيدة ستظل رهن اعتراف فرنسا بجرائمها.