جمعية الخلدونية تطالب فرنسا باسترجاع رأس زعيم مقاومة الزعاطشة وفي لقاء خص به "الأمة العربية"، طالب الأستاذ فوزي محمودي ورئيس الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية، بضرورة تشغيل محركات وزارة المجاهدين، وكذا السلطات الجزائرية وكل وطني غيور على تاريخ هذا الوطن الغالي الحافل بالبطولات وقت الإستعمار الفرنسي الجبان، والذي ارتوت أرضه بدماء الشهداء، وأضاف قائلا بأنه حان الأوان إلى اتخاذ موقف واحد وصارم والمتمثل في مطالبة فرنسا بتسليم الجزائر رأس جثة زعيم المقاومة الشعبية لثورة الزعاطشة بالزيبان سنة 1849، الشهيد البطل الشيخ بوزيان وابنه ورفيقهما الشيخ الدرقاوي وإعادة دفنهم ببسكرة، حيث أكد المتحدث أن رؤوسهم البشرية لا تزال محنطة يحتفظ بها بالمتحف التاريخي الأنثروبولوجي بالعاصمة الفرنسية "باريس" كتذكار وتمجيدا للعمليات العسكرية الفرنسية الإبادية تحت قيادة جنرالاتها في الجزائر سنوات الإستعمار الغاشم، وبالأخص في مرحلة المقاومة الشعبية بالجزائر، كما اعتبر الأستاذ فوزي محمود مطالبته ودعوته باسترجاع رؤوس الشهداء الثلاثة من متحف فرنسا، أمانة للأجيال وحق من حقوق الشعب الجزائري، ويعدّ للمؤرخين الجزائريين وللأسرة الثورية بولاية بسكرة دينا كبيرا على السلطات المختصة يجب عليها التدخل لرده وإعطائه مكانته الخاصة داخل الجزائر المجاهدة أكثر من أي شيء آخر كالوثائق التاريخية التي سلمتها فرنسا للجزائر، خلال الأشهر الماضية، تباهيا بإعادة جزء مما له علاقة تاريخية بالجزائر إبان الإستعمار محدقة النظر على ما تحتفظ به من كنوز تذكارية هامة سلبت من أرض المليون ونصف المليون شهيد على غرار الرؤوس الثلاثة المطالب إعادتها حتى يسقط القناع على مسيرة نضال قادها رجال أبطال تركوا أسماءهم مخلدة بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر للأجيال القادمة. جدير بالذكر أن الندوة الوطنية التي ستعقد بالمتحف الجهوي للولاية التاريخية السادسة، محمد شعباني، جاءت بمناسبة إحياء ولاية بسكرة والأسرة الثورية خاصة للذكرى ال 160 المخلدة لثورة الزعاطشة التي جرت وقائعها سنة 1849 وسخرت لها فرنسا آنذاك أكثر من 27 ألف جندي محمّلين بمختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة، نتجت على إثرها مجازر رهيبة قادها الجنرال هيربيون، حيث أسفرت الواقعة على تدمير شامل لبلدية ليشانة على بعد 30 كلم عن عاصمة الولاية، واستشهاد أزيد من 1000 مقاوم، بالإضافة إلى قطع مئات الآلاف من أشجار النخيل وتشريد القلة الباقية على قيد الحياة من أناس عزّل، ناهيك عن قطع رأس زعيم مقاومة الزعاطشة وابنه ورفيقهما عمدا، بعد مصرعهم في المعركة التي يحفظها التاريخ اليوم في الجزائر.