أكد المشاركون في ندوة وطنية تاريخية، أمس، بسطيف حول مجازر 8 ماي 1945 أن هذه الأخيرة أثبتت أن ما تم أخذه بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، موضحين أن هذه الأحداث تعكس وعي الجزائريين بضرورة تفجير ثورة لاسترداد حقوقهم. أوضح الأستاذ لخضر بوطبة من قسم التاريخ بجامعة فرحات عباس بسطيف خلال هذه الندوة أن مجازر 8 ماي أعادت إلى أذهان الشعب الجزائري جرائم وحشية الجنرال سانت آرنو والجنرال بيجو. واعتبر بوطبة ما حدث في ذلك الوقت »جريمة ضد الإنسانية« حيث طال القتل الذي كان »منهجي ووحشي« الرجال والنساء والأطفال بدون تمييز كما حكم على غالبية المتظاهرين بالإعدام أو السجن مدى الحياة، مؤكدا أن تلك الأعمال الوحشية »استمرت قرابة شهر كامل«. ومن جهته، قال المجاهد صالح رحال أحد الذين عايشوا الأحداث بسطيف أن على الباحثين معرفة من المسؤول على جرائم 8 ماي والبحث في هذه الشخصية التي أعطت تعليمات لإبادة الشعب الجزائري وتحليلها من أجل التوصل إلى حقائق قد لا تزال غامضة إلى يومنا هذا. وذكر المجاهد في مداخلته التي وجهها خاصة إلى الطلبة الحاضرين أنه »لابد أن يفتخر كل جزائري بأحداث 8 ماي لأنها دلالة على وعي الشعب الجزائري وكانت بداية لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة«. وأوضح ذات المتدخل أن بداية مجازر 8 ماي 1945 كانت في 8 ماي فعلا لكن القتل والوحشية والإبادة ضد الشعب الجزائري من طرف قوات الاحتلال الفرنسي استمرت إلى غاية شهر جوان. من جهته أوضح الأستاذ بشير فايد من جامعة سطيف في مداخلته بعنوان »مجازر 8 ماي 1945 في كتابات بعض المؤرخين الفرنسيين« أن فرنسا لجأت منذ البداية إلى أسلوب ونظرية المؤامرة وحاولت من خلالها التغطية على ما حصل من قتل وإبادات جماعية من جهة وتوجيه الرأي العام الأوروبي والدولي على أن ما حصل في الجزائر مؤامرة ضد فرنسا. وقدّم المحاضر دراسة مقاربة بين المؤرخين الفرنسيين جون بيار بيرولو وجون بلانش، مشيرا إلى أن فرنسا قد نجحت آنذاك وإلى حد بعيد في جعل الرأي العام الأوروبي والدولي يصدق أن هناك »مؤامرة كبرى« ضدها، كما استطاعت استمالتهم في صفها تحت مغالطة أن حزب الشعب الجزائري هو من دبر كل ما حصل في أحداث 8 ماي 1945.