كشف مسؤول أمريكي أن باكستان قد تسمح للولايات المتحدة بمقابلة أرامل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن اللاتي كن معه في مقر إقامته عندما قتلته قوة خاصة أمريكية في الثاني من ماي في إبت آباد قرب إسلام آباد. وقال المسؤول –الذي لم يكشف هويته- »إن باكستان تبدو مستعدة الآن للسماح للولايات المتحدة بإجراء مقابلة مع زوجات بن لادن«، معربا عن أمله أن تواصل هذه الدولة الإشارات التي ترسلها. وبدورها ذكرت شبكة (سي بي إس) الإخبارية مساء الاثنين أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية سيتاح لها بشكل مباشر استجواب زوجات بن لادن الثلاث اللائي نجون من الغارة في 2 ماي على مخبأ بن لادن في إبت آباد بباكستان. وتأتي هذه التطورات رغم التوتر الذي أصاب علاقات واشنطن وإسلام آباد على خلفية مقتل زعيم تنظيم القاعدة، حيث اعتبرت باكستان أن دخول الجيش الأمريكي أراضيها دون سابق إنذار يعد انتهاكا لسيادتها، وهو ما جعلها تقلص عدد الجنود الأمريكيين فيها إلى الحد الأدنى المطلوب لتدريب الجيش والشرطة في البلاد. غير أن البيت الأبيض الذي رفض الاعتذار لباكستان عن عملية مقتل بن لادن فوق أراضيها، قال أول أمس إنه يريد علاقات تعاون مع هذه الدولة لأن ذلك في مصلحة الأمن القومي الأمريكي. مع العلم أن واشنطن تطالب حليفتها بتقديم تفسير لوجود بن لادن طوال هذا الوقت على أراضيها. ومن جهتها، تواصل السلطات الباكستانية الدفاع عن نفسها أمام موجة الانتقادات الداخلية التي تتعرض لها جراء عملية مقتل زعيم القاعدة. وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني العملية الأمريكية انتهاكا لسيادة بلاده، في تراجع عن تصريح سابق وصف فيه العملية بأنها انتصار كبير في المعركة ضد الإرهاب. ونقلت وسائل إعلام باكستانية عن جيلاني قوله أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) أنه من السخف اتهام باكستان بالتواطؤ والتقاعس، مشيرا إلى أن بلاده فقدت 33 ألف مدني وخمسة آلاف عنصر في القوات المسلحة ومليارات الدولارات في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الإرهاب، مؤكداً »أن هذه الحرب هي أولويتنا«. وذهب جيلاني أبعد من ذلك عندما اتهم الغربيين وخصوصا الأمريكيين بأنهم هم الذين صنعوا بن لادن، حيث تساءل »من المسؤول عن نشوء القاعدة في التسعينيات؟« و»من المسؤول عن صنع أسطورة بن لادن؟«، في إشارة مبطنة إلى الولاياتالمتحدة. وأشار رئيس الوزراء الباكستاني أيضا إلى أن الحكومة الباكستانية أمرت بتحقيق عسكري ومدني في ما سماه الخطأ الاستخباراتي الذي مكّن زعيم القاعدة من العيش في منطقة إبت آباد قرب إسلام أباد من دون اكتشاف وجوده فيها. وذكرت قناة سماء الباكستانية أن الشرطة بدأت في استجواب سكان مجاورين للمجمع الذي كان يقيم فيه بن لادن، بالإضافة إلى لاجئين أفغانيين وعملاء عقارات.