أحيت ولاية تيسمسيلت، أمس، الذكرى الثالثة والخمسين لمعركة باب البكوش ببلدية لرجام بحضور السلطات الولائية وجمع من مجاهدي الولايتين الرابعة والخامسة التاريخيتين. وقد تم بالمناسبة رفع العلم الوطني والاستماع إلى النشيد الوطني مع وضع باقة من الزهور على النصب التذكاري بمقبرة الشهداء لمنطقة باب البكوش التي دفن بها 1242 شهيد من مختلف نواحي الوطن. وأوضح المجاهد سليمان الغول الذي كان مسؤولا بالمنطقة الثالثة للولاية الرابعة التاريخية أن هذه المعركة تعد من المحطات التاريخية الهامة في مسار الثورة التحريرية لما حققته من نصر استراتيجي على القوات الاستعمارية وكذا مساهمتها في فك الحصار الذي كان مضروبا على عدة مناطق بالولاية الرابعة التاريخية منطقة الونشريس. وحسب شهادة المجاهد محمد عدان المدعو عبد الكريم، فإن من أسباب وقوع المعركة هو قيام عدة فيالق من قوات الجيش الاستعماري والتي كانت تضم حوالي 8 آلاف جندي أغلبهم من المظليين تعززهم الطائرات والمروحيات بعملية تمشيط ومسح لمنطقة باب البكوش ذات التضاريس الوعرة والتي كانت مركز عبور وتدريب لجيش التحرير الوطني. وقد قام الجيش الفرنسي بمحاصرة المنطقة وذلك يوم 28 ماي 1958 -حسب نفس المتحدث- فعملت الكتيبة "الكريمية" للولاية الرابعة التي شاركت في هذه المعركة بقيادة سي اعمر مصباح على وضع خطة محكمة لتشتيت قوات المستعمر وهذا بضرب عدة مراكز ببرج بونعامة وبعلاش وسيدي عابد ولرجام وتملاحت بغية فك الحصار عن الجهة. وقد تكبد الجيش الاستعماري خلال المعركة خسائر كبيرة بلغت 433 قتيل من بينهم 33 ضابطا إضافة إلى إسقاط طائرتين من نوع جاغوار بينما سقط في ميدان الشرف من صفوف جيش التحرير الوطني 120 شهيد على رأسهم قائد الكتيبة الكريمية الشهيد سي اعمر مصباح مع إحصاء استشهاد 150 من المدنيين أغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء وفق نفس المصدر.