ارتأيت، بمناسبة انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية، أن أتوجه إلى إخوة لي بهذه الكلمات الصادقة، التي قد تتضمن نوعا من العتاب النضالي واللوم الأخوي، من منطلق حرصي، بل حرصنا جميعا، على وحدة حزبنا وتماسك مناضليه، مع الإقرار بتقديري الكبير لكل هؤلاء الإخوة لما أعطوه لحزب جبهة التحرير الوطني وما قدموه من أجل الجزائر. هذا العتاب ناتج عن بعض السلوكات الغريبة على قيم الحزب والدخيلة على أخلاقيات النضال، لكن لا المكان ولا الزمان يسمحان لي بالتعمق في ما أحمله أنا وأغلب إخواني أعضاء القيادة، وأفضل تأجيل ذلك إلى أيام 4-5 و6 من الشهر الحالي، خلال الدورة الرابعة للجنة المركزية، وهي الإطار الشرعي الذي نعبر فيه عن آرائنا ونبدي اختلافاتنا ونحتكم إليه في النهاية. إن أمنيتي هي أن أعبر عن لومي وعتابي إلى إخوة حاضرين معنا، ذلك أن الخط الأحمر، الذي لا الروح النضالية ولا الالتزام النضالي ولا العرف ولا القوانين الداخلية التي تحكمنا وتضبط سلوكنا، يسمح بذلك، لكن إخوة لنا في النضال وفي المسؤولية تخطوا كل ذلك دون شعور، خاصة أن لا البلاد ولا مواقعنا النضالية يتحملان هذا الصراع. كنت أتمنى لو أن الضجيج الإعلامي المفتعل في حق حزبنا وقيادته وكل هذه الحملة الشعواء قد وجه جزء منها نحو المتطفلين والمتنطعين، الذين نفخت أجواء الحوار فيهم الروح وأصبحوا يتطاولون علينا، حزبا وتاريخا ومناضلين، بكل وقاحة وبلا حياء ودون إدراك لحقائق الواقع التي تؤكد أن حزب جبهة التحرير الوطني لا يدين بموقعه إلا للشعب الذي أعطاه ثقته في كل مرة. ويدعون كما دعا من قبلهم كوشنار وأمثاله، من الحاقدين على جبهة وجيش التحرير الوطني وعلى ثورتنا المجيدة ومجاهديها وشهدائها الأبرار، إلى طمس التاريخ والمساس بذاكرة الشعب الجزائري وذلك بأيدي أبنائه الأصيلين الأحرار تحت غطاء الإصلاحات، دون مراعاة كل النتائج المحصل عليها في ست استحقاقات مضت في ظل التعددية والتي صفعهم فيها الناخب المحترم في جميع مراحلها وزكى حزبنا بقوة، مدعما موقعه في الساحة السياسية بشرعية شعبية واضحة، لا ينكرها إلا الفاشلون المهزومون. أقول لرفاقي في الجهاد والنضال، الذين أوجه إليهم هذا النداء الأخوي، إن للصبر حدودا، وإن من هو مع الحزب ومناضليه لا بد أن يتحمل مسؤوليته إن لم تتم المصارحة في الفرصة المتاحة خلال الدورة اللجنة المركزية، أيام 4-5 و6 جوان الحالي، وعندها لا ينفع الندم بعد ذلك. مصطفى معزوزي عضو اللجنة المركزية