أكد الفريق رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، قايد صالح، أنه موازاة مع مسار المصالحة الوطنية الذي ساهم في استتباب الأمن، فإن الدولة الجزائرية عازمة على مواصلة جهودها لمطاردة بقايا الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وعلى أعوانهم من عصابات التهريب لا سيما على مستوى بلدان الساحل بالنظر إلى ما أفرزته الأحداث الجارية في المنطقة، كما اغتنم الفرصة للحديث عن احترافية الجيش التي اعتبرها حجر الأساس للحفاظ على الوحدة الترابية للوطن ووحدة الشعب لأن الجيش كما قال، يتحمل مسؤولية تأدية مهامه الدستورية. توعد قايد صالح خلال الكلمة التي ألقاها أمس، بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال على هامش مراسم تخرج دفعات للسنة الدراسية 2010-2011، بالتصدي لبقايا الإرهاب وبالتحديد في منطقة الساحل، حيث قال »إن السلم والأمن اللذين أصبحا واقعا ملموسا، يبقيان مطلبين أساسيين يجب العمل على ترسيخهما وبقدر ما استدعت هذه المهمة الاستفادة من مزايا السلم والمصالحة الوطنية بقدر ما تتطلب حتما مواصلة جهد مطاردة بقايا الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وعلى أنواعهم من عصابات التهريب والجريمة المنظمة ومتابعة ومحاصرة تحركاتهم محليا وإقليميا، خاصة على مستوى بلدان الساحل«. وبالنسبة للفريق قايد صالح، فإن محاربة الإرهاب على مستوى بلدان الساحل ضرورية باعتبار أن هذه البلدان تأثرت كثيرا بما أفرزته الأحداث الجارية في المنطقة وهو ما حفز في ظل هذه الظروف الاستثنائية بالذات، تفعيل وتنشيط جهود التنسيق الأمني ومساعي الانسجام المعلوماتي بين الجيوش الأربعة لدول الساحل والوصول بها إلى الدرجات المأمولة. وذكر قايد صالح بالإنجازات التي تحققت خلال الفترة السابقة، لا سيما فيما يتعلق بتأمين كل السباب استتباب الأمن في الجزائر وتوفير الأجواء الآمنة لمواصلة مشوار التنمية، وهو ما يستوجب في رأيه السهر على متابعة مجريات وتطور أحداث المرحلة العصيبة والدقيقة والحساسة التي تمر بها القارة الإفريقية حاليا والمنطقة العربية القريبة والبعيدة وضرورة محاصرة تأثيراتها السلبية على جهود توفير موجبات السلم والأمن محليا وإقليميا. ولم يغفل رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني في خطابه الحديث عن احترافية الجيش، حيث أكد أن إخلاص الوفاء للمصلحة العليا للجزائر والمحافظة على وحدتها الترابية والشعبية وصيانة أمنها وقراراها السياسي، يفرض مواصلة مشوار اكتساب المعارف العلمية والفنون العسكرية والتحكم في ناصية التكنولوجيات الحديثة بما يكفل تعميق مفهوم الاحتراف لدى قوام المعركة للجيش، كما يجب تمتين أسسه وتعزيز قدراته القتالية والعملياتية الذي يؤدي المهام الدستورية المخولة له ويساهم في توفير الأمن في الحاضر والمستقبل مهما كانت شدة التحديات وعظمة الرهانات.