أكد عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن »عهد الأبوية في الأفلان انتهى لأن الناس يدركون قيمة كل مسؤول ويضعونه في الخانة التي يستحقها بقدر ما يعطي للوطن«، فيما دعا الأجيال الناشئة إلى ضرورة استغلال المواقع الاجتماعية على غرار الفايس بوك والتويتر لما لها من أهمية قصوى في الاتصال مع الغير بما يمكن من تبليغ رسالة نوفمبر والانتشار لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المناضلين استعدادا للاستحقاقات المقبلة. قال بلخادم خلال إشرافه أول أمس، على أشغال ندوة جهوية تكوينية للشباب والطلبة بقاعة حمام بوحجر، بعين تموشنت، حول قضية الاتصال والانتشار لاستقطاب الشباب من أجل الانخراط في الحزب، إن الهدف من هذه الدورات هو تكوين الشباب لتسيير الشأن العام على المستوى الاقتصادي والسياسي، المحلي والوطني، و تدخل هذه الندوة في إطار سلسلة الندوات التي شرع فيها الأفلان السنة الفارطة ودأب على عقدها وفاءا لالتزاماته بعد المؤتمر التاسع وعبر الدورات الأربع للجنة المركزية. وفي هذا السياق تطرق الأمين العام إلى الحديث عن الندوات الجهوية التكوينية التي عقدت في سنة 2010 بعد الندوة الوطنية الأولى التي عقدت في شهر جوان من نفس السنة، واعتبر أن التفكير في التكوين نابع من معطيات المرحلة الراهنة التي تفرض أن نتعامل مع التطورات الحاصلة بروح من المسؤولية اتجاه المستقبل ونلتزم في الوقت ذاته بالثوابت ونكرّس تواصل الأجيال بما يضمن تحقيق أهدف الرسالة التاريخية التي لا يزال يحملها. وذكّر بلخادم بفحوى الندوات التكوينية التي نظمت السنة الفارطة والتي دارت حول تقنيات فن الخطابة والتبليغ السياسي، حيث أشار إلى صفات الخطيب الناجح ومميزاته، إضافة إلى الحديث عن الخطاب السياسي المقنع الذي يراعي عديد المعطيات بما فيها الجمهور المتلقي للرسالة السياسية والذي يأخذ بعين الاعتبار مكان وزمان الرسالة التي يريد تبليغها كما يحدد الهدف منها وغيرها من المعطيات والتقنيات التي تجعل من هؤلاء الشباب خطباء مميزين. وفيما يتعلق بالندوة التي نظمت حول الاتصال والانتشار، أكد الأمين العام أنها »تدخل في صميم الندوات السابقة لأنها امتداد للتكوين السياسي للشباب المناضل، وما نقوم به اليوم هو تواصل واستمرارية لعمل حزبي تقرر في المؤتمر التاسع«، وقد اختير الموضوع المذكور لضمان الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة لتبليغ رسالة الحزب »لأن الاتصال الذي نتحدث عنه اليوم يختلف عن اتصال الأمس الذي كان يقتصر على التلفزيون والإذاعات والجرائد، حيث أننا اليوم أمام الانترنيت ومختلف الشبكات الاجتماعية التابعة لها مثل الفايس بوك والتويتر«. وبالنسبة لبلخادم، فإن التركيز بات ينصب في الوقت الراهن على سرعة وطبيعة التفاعلات الحاصلة، »ففي السابق كان هناك الوقت الكافي لدراسة الواقعة واتخاذ القرار، أما اليوم فهناك سرعة في تدفق المعلومات، والتي يجب أن نسارع بمعالجتها لاتخاذ القرار الملائم، وبالتالي فنحن ملزمون بتغيير أسلوبنا التقليدي للتعامل مع الحدث السياسي«. كما لم يهمل الأمين العام في خطابه أمام الشباب دور وأهمية المواقع الاجتماعية على غرار الفايس بوك والتويتر والتي يجب أن نتعامل ونستفيد من هذه الأدوات لتبليغ رسالة نوفمبر والانتشار عبرها، مشيرا إلى أهمية اكتساب العلوم والمعارف التي تمكن الشباب من حماية وطنه ومواجهة الحملات الشرسة التي قد تستهدفه. وعليه رافع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلال لصالح الاستمرارية والتواصل بين الأجيال الذي تكرسه القيادة الحزبية وكذا القواعد النضالية في إطار أهداف الحزب، لا سيما تلك المرتبطة بالقرارات الصادرة عن المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني ، وقال في هذا الصدد »نحن لسنا ممن يغلقون الأبواب في وجه من يرغب إضافة الجديد للجزائر وحزب جبهة التحرير الوطني لم يغلق أبدا الممارسة السياسية كما يحلو للبعض أن يتهمه«. وهنا دعا الأمين العام إلى ضرورة فتح أبواب القسمات والحافظات أمام الشباب للانخراط فيها ورفع صفوف الحزب بهذه الكوكبات من الشباب ذكورا وإناثا، موضحا حتمية لا مفر منها مرتبطة بسنة ومنطق تواصل الأجيال الذي يفرض بدوره المزاوجة بين تجربة الصف الأول وبين الطاقة والكفاءة في الصفوف الأخرى. وأضاف في هذا السياق، أن عهد الأبوية قد ولى وانتهى وعلى المسؤولين أن يدركوا ذلك لأن الناس يقيمون كل شخص ويضعونه في خانته بقدر ما يعطي للوطن. واغتنم الأمين العام فرصة اللقاء التي صادفت ذكرى استقلال الجزائر، ليذكر بمناقب الشهداء وتضحياتهم وقال إن الجزائر أعطت قوافل من الشهداء لإخراج الأقدام الهمجية وتلكم هي جزائر الشهداء التي انتم مسؤولون على حمايتها في إشارة منه إلى الطاقات الشبانية التي كانت متواجدة بالقاعة. وعلى صعيد آخر ذكر بلخادم بالواقع المرير الذي يعيشه المسلمون في والعرب في الدول الغربية جراء الاسلاموفويا وغيرها من المعاملات وأنواع التمييز العرقي والديني والعنصري التي تمارس في حقهم، كما عبر عن رفضه لكل أنواع التدخل في شرن الدول مثلما ما يحدث في ليبيا وغيرها من الدول العربية بحجة حما حقوق الإنسان.