قرّر القضاء الأمريكي إعادة فتح ملف الجزائري »أحمد رسّام« المحكوم عليه بالسجن النافذ لمدة 22 عاما بعد اتهامه بالتورط في التخطيط لما يُعرف ب »هجمات الألفية« التي كانت تستهدف مطار »لوس أنجلس« في 1999، حيث تنظر محكمة الاستئناف التاسعة إن كان الحكم الصادر عن القاضي الفيدرالي »مناسبا« مع طبيعة التهمة التي أدين بها »رسّام«. تحدّثت مصادر إعلامية أمريكية عن إمكانية النظر من جديد في الحكم الصادر في حق الجزائري »أحمد رسّام« بعد تأكيدها أن محكمة الاستئناف التاسعة الكائن مقرها بمدينة »سياتل« ستنظر إن كان الحكم الذي أصدره قاضي فدرالي بالاحتفاظ بمدة العقوبة الحالية المقدّرة ب 22 عاما »مناسبا لطبيعة التهمة الموجهة إليه«. وقام قضاة في محكمة بالطعن في الحكم الذي وصف ب »المنحاز ولم يأخذ بالاعتبار التهديدات التي يشكلها تنظيم القاعدة على المواطنين الأمريكين«. وليست هذه المرة الأولى التي تُطرح فيها إمكانية البحث في تشديد العقوبة على الجزائري »رسّام« على أساس أن محكمة استئناف أمريكية أمرت مطلع العام الماضي بإعادة محاكمته بعد أن حُكم عليه بالسجن لمدة 22 عاما بتهمة »التآمر« لنسف مطار »لوس أنجلس« الدولي العام 1999، وعلقت على الحكم بأنه »متساهلا وجاء في مصلحته« بالنظر للتهم المنسوبة إليه، وقبلت محكمة الاستئناف في كاليفورنيا، حجج وزارة الدفاع الأمريكية، واعتبرت أن العقوبة الواجبة في حق »رسّام« لا تقل عن 65 سنة أو المؤبد. وتكشف هذه المستجدات في قضية »أحمد رسّام« وجود مساع لدى القضاة والحكومة الأمريكية من أجل انتزاع حكم جديد يضع المتهم الجزائري، البالغ من العمر 42 سنة، خلف القضبان مدى الحياة، بدلا من الحكم الحالي والذي يتيح للمعتقل مغادرة السجن وهو في عمر 53 بعد استنفاذ نصف عقوبته. وقد ورفض القاضي الذي أصدر الحكم ضغوط الحكومة الأمريكية الحصول على عقوبة شديدة في حق »أحمد رسّام« وهو من الأفغان العرب، مبرّرا الإبقاء على العقوبة على أساس تعاون المتهم مع المحققين والذي مكن من إنقاذ عديد أرواح الأمريكيين. ومعلوم أن »أحمد رسّام« اعتقل في ولاية واشنطن في 14 ديسمبر 1999 ووجهت له تهم تتعلق بالاشتراك في مؤامرة لنسف عدة مواقع غير معروفة في نيويورك في أول أيام عام 2000، وتم توقيفه لدى وصوله على متن عبّارة من كندا إلى ميناء أنجلس بولاية واشنطن، بعدما ارتاب موظف في إدارة الجمارك من سلوكه، وعندما فتح رجال الإدارة صندوق سيارته المستأجرة، عثروا على أكثر من 130 رطلا من المتفجرات وأربعة أجهزة توقيت قنابل مخبأة في إطار احتياطي. وأدين في 2001 بتسع تهم لكن النطق بالحكم تأخر حتى 2005 حيث كانت السلطات الأميركية ترغب في تعاونه من أجل الكشف عن قضايا أخرى. وجدير ذكره أن »أحمد رسّام« غادر الجزائر باتجاه فرنسا عام 1992 وطلب بعدها اللجوء إلى كندا في 1994، لكن طلبه قوبل بالرفض من دون أن يتم ترحيله، وبحسب ما أفاد به المحققون فإن »رسّام«، المسجون حاليا في ولاية كولورادو، تدرّب في مركز تابع لتنظيم »القاعدة« في أفغانستان عام 1998 وعاد إلى كندا في العام الموالي ليحضر هجومه على مطار لوس أنجلوس، ورغم الاعترافات التي أدلى بها للمحقّقين طيلة فترة اعتقاله غير أن الكثير من الغموض لا يزال يلفّ جوانب في القضية.