تنطلق اليوم أشغال الندوة الدولية حول مكافحة الإرهاب والشراكة والأمن بين دول الساحل التي تحتضنها الجزائر بقصر الأمم بنادي الصنوبر، وسيشارك في الندوة مسؤولون رفيعو المستوى من 38 دولة يمثلون الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وكذا خبراء في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، حيث ستطغى الأزمة الليبية وخطر تنقل الأسلحة وتداعياتها على منطقة الساحل على أشغال الندوة بالإضافة إلى الاستراتيجية المشتركة بين دول الميدان في مكافحة الإرهاب. تحتضن اليوم الجزائر الندوة الدولية حول »الشراكة والأمن والتنمية بين دول الميدان« بمشاركة خبراء من خارج الإقليم، ويعد هذا الاجتماع الأول من نوعه والذي سيخصص للشراكة في منطقة الساحل في مجالي الأمن والتنمية، حيث ينعقد في ظرف جد حساس بالنسبة للمنطقة التي تعرف ظاهرة خطيرة تتمثل في تنقل الأسلحة على الحدود وتفاقم الأعمال الإرهابية. وتهدف الندوة إلى وضع استراتيجية لمواجهة التهديد الإرهابي وارتباطاته مع الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتعني الندوة كل من الجزائر، مالي، النيجر وموريتانيا وهي الدول التي تمثل فضاء الساحل، حيث ستعرف الندوة مشاركة موظفين سامين ومختصين في الأمن والتنمية من 38 دولة، بالإضافة إلى وفد عن هيئة الأممالمتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن وكذا المنظمات الإقليمية والأطراف المانحة وخبراء في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. وتأتي مشاركة الدول الكبرى في هذه الندوة عرفانا منها بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب والأهمية الكبيرة التي تكتسيها الندوة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث سيبحث المشاركون سبل وإمكانيات مرافقة دول الميدان في إستراتيجيتهم الأمنية والتنموية خاصة مع تردي الأوضاع في ليبيا، وهو ما دفع بدول الساحل إلى تبادل المعلومات حول الخطر الجديد المتعلق بتنقل الأسلحة على الحدود والعودة المكثفة للأشخاص من ليبيا إلى بلدانهم. ومن المرتقب أن يتطرق المشاركون إلى الاستراتيجية المشتركة لدول الميدان بما في ذلك النمط العملياتي الذي تم وضعه في هذا الشأن والمتمثل في لجنة الأركان العملياتية المشتركة ووحدة الاتصال، بالإضافة إلى عرض الاستراتيجية الأوروبية والأمريكية تجاه الساحل والشراكة في مكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء. وتعتبر ندوة الجزائر فرصة لانخراط الشركاء الأجانب في عملية مكافحة الإرهاب والقيام بدور فعال في التنمية بمنطقة الساحل والاستثمار أكبر مع استفادة مواطني هذه الدول من المشاريع للقضاء على البطالة والفقر ومن ثمة التقليل من ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة، كما تهدف الندوة أيضا إلى تنظيم شراكة من خلال التنسيق الموحد بين شركاء دول الميدان والمزيد من التكامل بين مختلف الاستراتيجيات والشراكات الموجهة نحو منطقة الساحل.