تصاعدت حدة المعارك بين الثوار الليبيين وكتائب العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي على عدة محاور, وسيطر الثوار الليبيون على منطقة سلطان شرق مدينة سرت، وقالوا إنهم سيواصلون زحفهم من جهات مختلفة. وجاء ذلك بينما يعمل الثوار على توفير مكان آمن للعائلات التي تنزح عن المدينة هربا من القصف, حيث تصاعدت حدة المعارك مع كتائب القذافي في مدن بني وليد وسبها إلى جانب سرت. وحسب قادة ميدانيين للمعارضة الليبية فإن أحدث محاولة من جانب الثوار لاقتحام المدينة انتهت بتراجع غير منظم لقوات الثوار نظرا للمقاومة الشديدة التي تبديها كتائب القذافي المدافعة عن المدينة والتي هاجمتهم بالصواريخ وقذائف الهاون. وفي هذه الأثناء, قال المتحدث باسم العقيد الليبي موسى إبراهيم إن القوات التابعة للقذافي أسرت 17 ممن سماهم المرتزقة بينهم فنيون وخبراء استشاريون فرنسيون وبريطانيون في منطقة بني وليد. من جهة أخرى نفى مسؤولون فرنسيون وبريطانيون في حلف الناتو اعتقال جنود تابعين للحلف من قبل كتائب القذافي. ومن جهة ثانية, عاد في وقت سابق إلى طرابلس الطياران الليبيان اللذان رفضا أوامر من نظام القذافي بقصف مدينة بنغازي في بدايات ثورة 17 فبراير وفرا بطائرتيهما من طراز ميراج إلى مالطا. وقد وصل الطياران عبد الله صالحين وعلي الرابطي في طائرة خاصة إلى مطار معيتيقة العسكري حيث كان في انتظارهما، إلى جانب عائلتيهما، عدد كبير من الثوار والمسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي والمجلس المحلي وعشرات الصحفيين. وعلى صعيد آخر قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل إن جزءاً كبيراً من المشاورات بشأن إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية قد انتهى. وأشار إلى أن الإعلان عنها سيتم بعد انتهاء المشاورات بشكل كامل. وفي وقت سابق ذكرت مصادر أن زعماء المجلس الانتقالي أخفقوا في الاتفاق أول أمس الأحد على مجلس وزراء جديد. ونقل عن جبريل قوله للصحفيين »عقدنا اجتماعا تشاوريا مع المجلس الوطني الانتقالي من أجل تشكيل مجلس وزراء جديد واتفقنا على عدد من الحقائب وما زال لدينا مزيد من الحقائب ستناقش«. وأشارت مصادر إلى أنه كان هناك خلاف أيضا بشأن ما إن كان من الضروري تشكيل حكومة انتقالية قبل إعلان التحرير وهو مفهوم يشمل على ما يبدو اعتقال الزعيم الليبي المخلوع الهارب معمر القذافي وهزيمة أنصاره الذين ما زالوا يسيطرون على ثلاث بلدات رئيسية في ليبيا. ومن ناحية أخرى, بدأ وفد من برنامج الأغذية العالمي مهمة في ليبيا انطلقت أمس من بنغازي وتستمر أسبوعا لمتابعة احتياجات الشعب الليبي من المؤن والمواد الغذائية.