تحفظ الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أمس، على الرد على التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون في تركيا والتي أكد فيها أن ملف الذاكرة قد طوي من طرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته للجزائر نهاية 2007، وتجنب التعليق على دعوة ساركوزي نهاية الأسبوع الفارط تركيا إلى الاعتراف ب»الإبادة الأرمينية«. واعتبر عمار بلاني في إجابة مقتضبة ل»صوت الأحرار« أن » التصريحات جاءت من مسؤولين أجانب ولا تلزم بأي صفة الجزائر ، شعبها ومؤسساتها«. وكان ساركوزي الذي كان يزور نصبا تذكاريا ومتحفا لضحايا المذبحة في يريفان عاصمة أرمينيا مع الرئيس سيرج سركسيان نهاية الأسبوع الماضي، دعا تركيا إلى الاعتراف بالإبادة الأرمنية في العام 1915، مهدداً بأن فرنسا ستقر قانوناً يعتبر إنكار هذه المذبحة جريمة. وطلب ساركوزي من تركيا التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مواجهة ماضيها، قائلا للصحفيين »إبادة الأرمن واقع تاريخي. الإنكار الجماعي أسوأ من الإنكار الفردي«. وأضاف قائلا »تركيا وهي بلد عظيم ستحترم نفسها إذا راجعت تاريخها مثلما فعلت الدول العظيمة الأخرى في العالم«. وخلافا للموقف الرسمي الجزائري الذي لم يرد على وزير الداخلية كلود غيون الذي أكد أن ملف الذاكرة قد طوي نهائيا في زيارة رئيسه للجزائر نهاية 2007 فإن تركيا لم تسكت على دعوة ساركوزي لها بالاعتراف ب»الإبادة الأرمينية« في الحرب العالمية الأولى عام 1915 وجاء ردها قويا، فقد طالبت تركيا على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو ساركوزي مواجهة تاريخها الاستعماري أولا، كما أن السفير التركي بالجزائر قد نصح الرئيس الفرنسي في تصريح لموقع » كل شيء عن بقراءة التاريخ جيدا قبل الحديث ورؤية تاريخ فرنسا الاستعماري وحقيقة الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعوب التي استعمرتها وعلى رأسها الجزائر في المرآة.