جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، أمس، مطالبة فرنسا إلى الاعتراف بمجازرها التي اقترفتها في الجزائر أثناء الحقبة الاستعمارية بعدما قال إن »كل تاريخ الدولة الفرنسية هو تأريخ للمجازر«، معتبرا تصريحات الساسة الفرنسيين الأخيرة والحملة التي تشنها فرنسا مع اقتراب الذكرى ال50 للاستقلال هروبا من التاريخ. قال بلخادم في ندوة تاريخية نظمها التحالف الرئاسي بدار الشعب بالعاصمة تحت عنوان »أحداث 17 أكتوبر 1961 جريمة دولة« إن حزب جبهة التحرير الوطني مازال على موقفه من مطالبة فرنسا على الاعتراف والاعتذار« على جرائمها التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري طيلة 132 سنة والتي »لازالت آثارها إلى اليوم«، وأضاف أن »الجرائم الفرنسية لن تسقط من صفحات التاريخ«. واستشهد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمقولة أحد الفلاسفة التي تؤكد أن »الإنسان لا يملك من المال ما يكفيه لتغيير تاريخه« ليقول إن »فرنسا بأجيالها وأموالها وبترسانتها العسكرية و الإعلامية لا يمكن أن تغير تاريخها الملطخ بالدماء ولا يمكنها أن تمحو من جبينها عار الاستعمار في الجزائر ولا في كاليدونيا«. وذكر بلخادم أن فرنسا لم تبدأ بجرائم ضد الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 بل شرعت في ذلك منذ أن »وطأت أقدامها الهمجية أرض الجزائر الطاهرة«، موضحا أن إحياء هذه الذكرى »ليس من أجل تكريم الشهداء فحسب بل لنؤكد على التلاحم والروح الوطنية التي وحدتنا على مر السنين«. وعاد الأمين العام للأفلان للحديث عن السياسات التي انتهجتها فرنسا أثناء تواجدها في الجزائر من 1954 إلى 1962 والقائمة على التقتيل والتهجير والتجويع واستهداف مقومات الشخصية الوطنية، ليشير إلى المحتشدات التي أقامتها فرنسا الاستعمارية بهدف عزل الشعب الجزائري عن الثورة التحريرية، قائلا بأن »فرنسا وبعض الدول الأوروبية يجرمون بحكم القانون كل من ينفي محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية غير أنهم نسوا تجريم ما ارتكبوه في الجزائر«. وأكد بلخادم أن الأفلان من حقه الشرعي »التصدي لكل المحاولات التي تدفع باتجاه إثارة بلبلة تبعد الأنظار عما تقوم به فرنسا الرسمية اليوم«، ليوضح أن هناك حملة فرنسية قائمة على رصد إمكانيات مادية وبشرية ضخمة مع اقتراب الذكرى ال50 للاستقلال هدفها »تشويه تاريخ الثورة والمساس بأبطالها ورموزها وزرع الشك في الحقائق التاريخية لدى الأجيال الصاعدة إن في ديار الهجرة أو داخل الوطن«، مشيرا إلى أن هذه الحملة »تم التمهيد لها بتمجيد الحركى والاستعمار وبالتصريحات التي أدلى بها بعض السياسيين الفرنسيين«، معتبرا إياها هروبا من التاريخ. ودعا بلخادم إلى »أن تكون كتابة تاريخ الثورة التحريرية سجلا للحقائق التي تبقى ثابتة ببطولات الشعب بكل دقائقها وتفاصيلها« .