كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري، بوستة نور الدين، أن 30 بالمائة من المرضى المصابين بداء السكري غير مؤمنين اجتماعيا، وأنهم لا يستفيدون من أي تغطية اجتماعية بالرغم من أن قوانين الجمهورية تكفل لهم هذا الحق، علما أن عدد المصابين بهذا الداء المزمن قد تجاوز 3 ملايين شخص، في الوقت الذي تؤكد فيه الإحصائيات أن 10 بالمائة من السكان لا يعلمون أنهم مصابون بداء السكري. دعا الأستاذ بوستة خلال اللقاء الذي نظمه مخبر »ليلي« لصناعة الأدوية بفندق سوفيتال، أمس، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري المصادف ليوم 14 نوفمبر من كل سنة، السلطات العليا في البلاد للتدخل من أجل تفعيل القوانين الصادرة للتكفل بالمرضى المصابين بداء السكري، حيث قال »إن 30 بالمائة من المصابين لا يستفيدون من بطاقة الشفاء، وبالمقابل يتم استغلال المنحة الجزافية للتضامن المقدرة ب3 آلاف دينار جزائري والتي تقدمها الدولة لهذه الفئة من طرف فئات أخرى وأشخاص غير مصابين بأمراض مزمنة«. وفي هذا السياق، أشار بوستة إلى أن الفيدرالية نددت بمثل هذه الممارسات وطالبت كلا من وزارة التضامن ومدراء النشاط الاجتماعي على مستوى 48 ولاية للتدخل من أجل تطهير قوائم المستفيدين، لكن دون جدوى، حيث يفترض أن يتم تفعيل القوانين الصادرة في هذا الشأن بهدف تمكين كل الأشخاص المعوزين من الاستفادة من هذه المنحة التي تعطي لهم الحق في العلاج مجانا. أما فيما يتعلق بالتربية العلاجية، فقد أكد بوستة أن العمل التوعوي يبقى أهم حلقة في عملية التكفل بالمرضى، مشيرا إلى إحصاء أكثر من 3 ملايين مصاب بداء السكري بالجزائر، وأن 10 بالمائة من السكان يجهلون أنهم مصابين بهذا الداء، وأعطى المتحدث مثلا على ولاية غليزان التي أحصت 311 حالة خلال السداسي الأول من العام الجاري، ليرتفع العدد إلى 600 حالة نهاية أكتوبر الفارط وهذا بفضل الكشف المكبر عن المرض، فيما تبقى التربية العلاجية التي تعتمد على المحادثة والحوار من أهم الأدوات التي تساعد المريض على التكفل بوضعيته بكل استقلالية، خاصة أن 25 بالمائة من المرضى الذين يعالجون بالأنسولين هم من الشباب، كما دعا إلى تفعيل ديار السكري وإعادة فتح الديار التي تم غلقها. بدوره البروفيسور بوذيبة عيسى، رئيس مصلحة مرضى السكري بمستشفى مصطفى باشا، أكد على أهمية التربية العلاجية التي ترافق المريض طيلة حياته ليكون أكثر استقلالية ويتخلص من تبعيته للآخرين، وقال إنها مشروع حياة الهدف منه تحسين نوعية الحياة نفسها والتقليص من التعقيدات التي قد تصيب المريض الذي يعاني من هذا الداء، مع العلم أن كل مريض يمثل حالة خاصة يجب التكفل بها على حدا واعتبر أن التربية الصحية محور أساسي يهم كل الناس بهدف تقليص أعباء العلاج والتعقيدات التي عادة ما تؤدي إلى بتر أرجل المريض، وبالرغم من أن البروفيسور لم يعارض نشاط ديار السكري إلا أنه ألح على أهمية خلق أقطاب صحية للتكفل بهؤلاء المرضى. وقد اعتمد مخبر »ليلي«، تجربة التربية الصحية من خلال عرض لأول مرة في الجزائر برنامج التعليم الدولي »المحادثات حول السكري«، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، حيث أكد المدير العام للمخبر ليونال تريشار، أن أكثر من 1500 مريض استفادوا من هذه الطريقة التي تعتمد على 7 خرائط صحية في شكل ألوان ورسومات وكل خريطة تحمل عنوانا معينا على غرار »بدء العلاج بالأنسولين« أو »التعايش مع داء السكري« ويتم من خلال هذه الخرائط شرح المرض للمصابين في إطار علاج جماعي يسمح بتنمية روح الجماعة لدى المريض بما يمكنه من التعرف على حقيقة المرض وتجاوز الوضع الصحي الذي يعاني منه، فيما تبقى الاتصالات جارية بين المخبر ووزارة الصحة لإدراج هذا البرنامج العلاجي في المخطط الوطني لمكافحة داء السكري.