أكد وزير الشؤون الخارجية المصرية محمد كامل عمرو، أمس، أنه تم الاتفاق مع الطرف الجزائري للتحضير لعمل اللجنة العليا المشتركة على مستوى اللجان والخبراء مع بداية العام المقبل، مفندا خبر مقاطعة كلمة وزير الخارجية مراد مدلسي من قبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في اجتماع الجامعة العربية المخصص لمناقشة الأزمة السورية. وصف وزير الشؤون الخارجية المصرية خلال تنشيطه ندوة صحفية بإقامة جنان الميثاق بالعاصمة، لقاءه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ب»العظيم«، مشيرا إلى أنه خاض معه تاريخ العلاقات الثنائية ومستقبلها. وقال كامل عمرو أن مصر تريد تفعيل اتفاقيات التعاون مع الجزائر، وأشار إلى اتفاق على جدول زمني قريب حدد بالأسابيع والأشهر القادمة، موضحا أنه ستكون اتفاقيات جديدة مستقبلا. وأوضح الوزير المصري أن المحادثات مع المسؤولين الجزائريين تناولت عمل اللجنة العليا المشتركة الذي توقف لمدة عامين بسبب الأزمة الكروية التي نشبت بين البلدين في نوفمبر 2009، حيث أكد أنه سيتم التحضير لها على مستوى اللجان في كلا البلدين بداية العام المقبل. وذكر وزير الخارجية المصري بمسار العلاقات التاريخية بين البلدين، قائلا »إن دماء جزائرية مصرية امتزجت في حرب 1973«، ورفض التعليق على مواقف الجزائر تجاه ما حدث في تونس وليبيا وقرارها بشأن استضافة أفراد من عائلة القذافي، فيما رد باختصار بشأن موقف مصر من النزاع الصحراوي، قائلا »موقفنا من قضية الصحراء الغربية معروف في المحافل الدولية وهو ثابت ولم يتغير«. وفيما يتعلق بالملف السوري، أبدى محمد كامل عمرو أمله في أن تكون تطورات إيجابية في سوريا قبل 16 نوفمبر الجاري وتغير في موقف الحكومة السورية، وقال إن ما يهمنا هو وضع حد للعنف وإراقة الدماء. ورأى رئيس الدبلوماسية المصرية أن إنهاء الأزمة السورية يتم بفضل الحوار بين السوريين، مضيفا أن الإصلاحات التي أقرها الرئيس السوري بشار الأسد كفيلة بإصلاح ذات البين. في السياق ذاته، أبرز الوزير المصري اهتمام بلده بإيجاد حل سوري-عربي بعيدا عن التدخل الأجنبي، قائلا »وهو ما نتفق حوله مع الجزائر وهناك إصرار جزائري مصري على عدم فتح الباب أمام التدخل الأجنبي«، مشيرا إلى آثار التدخل الأجنبي الذي قال إنه سيؤدي إلى مشاكل كثيرة. وصحّح كامل عمرو الأخبار المتداولة حول تعليق عضوية سوريا من الجامعة العربية، وأوضح أن التعليق تم على مستوى مشاركة الوفود، مفندا ممارسة ضغوط خارجية على موقف بلاده من الأزمة السورية. وأبرز رئيس الدبلوماسية المصري دور مصر في القضية الفلسطينية لاسيما صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي قال بشأنها إنها كانت أساسية، معتبرا أن الملف الفلسطيني كان دوما في مقدمة الملفات.