انتخب مكتب محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بالبليدة، أول أمس، حيث أشرف على العملية عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الشباب والطلبة، عبد القادر زحالي بحضور أعضاء من اللجنة المركزية، منتخبين من البرلمان بغرفتيه، رؤساء بلديات، رئيس المجلس الشعبي الولائي وعدد من المناضلين. استطاع عبد القادر زحالي، بعد الجمود الذي عرفته محافظة البليدة طيلة سنوات، أن يجمع شمل المناضلين ويأتي حتى بالمناضلين المعارضين على غرار عضو مجلس الأمة العيفة مسعود والنائب جلوط محمد، الأمر الذي سمح بإجراء اقتراع سري لاختيار مكتب متجانس بمحافظة حزب جبهة التحرير الوطني بالبليدة، هذه المحافظة التي سيّرت بلجنة مؤقتة منذ سنة 2005. وقد استهل عضو المكتب السياسي، زحالي، كلمته قبيل انطلاق عملية التصويت، بالإشارة إلى أهمية هذا الموعد، »في الوقت الذي يتربص فيه عديد من الناس بالأفلان«، حيث أوضح أن »العائلة الجبهوية لا بديل عنها«، وذكر بما حدث في المدية يوم الأربعاء، عندما تمكن بفضل المناضلين من الخروج بمكتب زكّاه الحضور بعد سنوات من الشقاق، وعليه أكد المتحدث الذي أشرف على محافظة البليدة وهي المحافظة العاشرة التي يتولى عملية الإشراف عليها، أن الرهان الحقيقي يكون بالاستعداد لمواجهة خصوم الحزب. ومن هذا المنطلق استرسل زحالي في الحديث عن مجهودات القيادة الرامية إلى إنجاح الحزب في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى تنصيب اللجنة الوطنية المكلفة بالانتخابات من طرف الأمين العام للأفلان، والتي تفرّعت إلى 16 لجنة فرعية قامت بتحضير تقارير عرضت على بلخادم الذي كلف المقررين بإعداد ملخص لها لعرضه على اجتماع هذه اللجنة يوم 15 ديسمبر ومن ثم عرضه للمصادقة على دورة اللجنة المركزية التي تجتمع يوم 16 من نفس الشهر. كما تحدث زحالي عن الإصلاحات السياسية والتي تجسدت من خلال المناقشة والمصادقة على جملة من مشاريع القوانين، على غرار قانون الأحزاب، الانتخابات، توسيع المشاركة السياسية للمرأة، الإعلام وحالات التنافي مع العهدة البرلمانية. ومن ثم أكد زحالي، أن خصوم الحزب هم خارجه ويجب توحيد الصفوف للانتصار عليهم في الاستحقاقات المقبلة، كما يجب كسب ثقة المواطنين والعمل على تجنيد كل هياكل الحزب من الخلية إلى القسمة إلى المحافظة وفتح الأبواب أمام الشباب والنساء للانخراط بقوة في الأفلان. وبالنسبة للمتحدث، فإن الانتخابات المقبلة ستكون مميزة لأن الفائز فيها سيحصل على البرلمان والحكومة وبالتالي سيقود البلاد، وعليه دعا إلى تجاوز الحسابات الضيقة وترشيح من هو كفء وله قدرة على جلب أكبر عدد من الأصوات. وبعد ذلك شرع في عملية الاقتراع السري لانتخاب 9 أعضاء بمكتب محافظة البليدة، وقد ترشح 21 مناضلا من بينهم 3 نساء، على مستوى 22 قسمة مهيكلة تابعة للبليدة، وتستثنى بذلك 3 قسمات لم تهيكل بعد وهي الصومعة، أولاد يعيش والشفة. كما حضر 120 مناضلا للتصويت من أصل قائمة من 150 مناضل وبعث 14 آخرين بالوكالة، فيما غاب الباقي. واقترح زحالي تقسيم العملية الانتخابية على 4 اتحاديات بالبليدة ويتم اختيار مناضلين عن كل اتحاد، بما يضمن تمثيل لكل القسمات. عملية التصويت التي جرت في جو من الديمقراطية وتمت في ظروف عادية، أسفرت على انتخاب الأعضاء التسعة وهم، شافية مطاوي، جلوط أحمد، كحلة مصطفى، لوزار عبد النور، موسى سيفي، بوجلال عمار، بن صابة مصطفى، جاري عبد القادر ويسعد محمد. واثر انتهاء العملية، أكد زحالي أن انتخاب مكتب محافظة الأفلان بالبليدة هو أفضل رد على أولئك الذين راهنوا على الشقاق وعدم إمكانية انتخاب هذا المكتب، وختم بالقول عن العملية نجحت بفضل انضباط المناضلين وتوحيد الصفوف، بما يسمح بخوض الاستحقاقات المقبلة بكل ثقة.