فند محمد عليوي، عضو المكتب السياسي، لحزب جبهة التحرير الوطني في حديث ل »صوت الأحرار«، خبر استقالة عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان وقال، إن هذا القرار حتى لو اتخذ سيكون بعد الانتخابات التشريعية المقبلة، وفتح عليوي النار على من وصفهم ب»الوافدين على الحزب والذين زرعوا البلبلة حول قوائم الترشح«، لأن المناضلين الحقيقيين، حسبه، يعملون دائما لصالح الحزب. *ما تفسيركم لغضب بعض المناضلين على قوائم الأفلان في التشريعيات المقبلة؟ إن حزب جبهة التحرير الوطني مفخرة لكل الجزائريين، وكحزب في إطار التعددية السياسية هو من الأحزاب الوسطية التي تدفع بعجلة الاقتصاد الوطني وتتبنى العدالة الاجتماعية والهوية الوطنية. أما فيما يتعلق بالمشكل المطروح الآن بين المناضلين حول القوائم الانتخابية، فيجب أن نعلم أن هناك مناضلين ترشحوا وهناك من تم اختيارهم وهذا أمر طبيعي، وكما كان يقول المرحوم محمد الشريف مساعدية، فإن كل انتخابات ندخل فيها نترك الريش، وبالتالي فإنه من الصعب إرضاء 3600 مناضل مترشح، فالقوائم لا تتحمل إلا عددا محدودا والباقي يشكلون القواعد الخلفية للحزب. وما يجب أن يعلمه المناضلون الذين لم يتم اختيارهم في القوائم أن حزب جبهة التحرير الوطني لم يتنكر لهم وأن عدم اختيارهم ليس طعنا في نضالهم أو انتقاصا من كفاءتهم أو نزاهتهم. *لماذا لم تترشحوا للانتخابات التشريعية؟ لم أترشح للانتخابات التشريعية المقررة يوم 10 ماي المقبل وسأبقى وفيا لحزب جبهة التحرير الوطني وأتحمل مسؤوليتي كاملة وأضع نفسي مناضلا مجندا من أجل مستقبل الحزب، وفي هذا المقام لا يفوتني أن أذكر كيف كان حزب جبهة التحرير الوطني في التسعينات، عندما كان معرضا لأعتى العواصف، أين كان هؤلاء؟ ونحن كنا في تلك المرحلة في المعارضة وكنا نتعامل وكأننا في الحكم، لأن جبهة التحرير الوطني تعرف كيف شيدت البلاد وكيف تحافظ على الجزائر التي حررت بدماء الشهداء. الوطنية في حزب جبهة التحرير الوطني لا تباع ولا تشترى وندائي الموجه لكل المناضلين هو أن نطوي صفحة هذه الاختلافات الطارئة ونذهب يوم 10 ماي موحدين حول قوائم حزبنا من أجل تحقيق الفوز، وبعد الانتخابات يجري تقييم موضوعي للنتائج ولكل ما حدث وتكون المساءلة والمحاسبة، إذا لم تكن النتائج مرضية في هذا الاستحقاق ولم تكن في صالح الحزب فلابد من استقالة الأمين العام عبد العزيز بلخادم وكل أعضاء المكتب السياسي. *هناك حديث عن عدم مراعاة التشبيب وتلقي إملاءات في إعداد قوائم المترشحين؟ في اعتقادي فإننا لم نغلق الأبواب أمام الشباب يوما، والدليل أنه لدينا أمانة على مستوى المكتب السياسي تعنى بهذه الفئة، و25 بالمائة من المترشحين هم شباب، يتصدرون قوائم الأفلان والشباب هم خلف لنا ولا يمكن إقصاؤهم. أما فيما يتعلق بالحديث عن الإملاءات، فإن الأمين العام عبد العزيز بلخادم بعث بتعليمة إلى كل المحافظات والقسمات من أجل إعداد القوائم وبعد وصولها إلى قيادة الحزب عكفت هذه الأخيرة على دراسة الملفات وأخذت بعين الاعتبار آراء أمناء المحافظات وتمت العملية بطريقة ديمقراطية وشفافة ، لم نتعرض لأي ضغوط ولم نتلق أي إملاءات لا من قريب ولا من بعيد في عملية إعداد هذه القوائم. *لم يسمح لأعضاء المكتب السياسي وبعض الوزراء من الترشح، كيف تفسرون ذلك؟ إن الأفلان يراهن في اختياره لمترشحيه على الوجوه التي تتمتع بشعبية وتجلب له أكبر قد ر ممكن من الأصوات، وهنا أوضح بأننا نهتم بالمناضل، سواء كان وزيرا أو أستاذا أو إطارا، ونفضل المناضل البسيط على الوزير إذا لم يكن هذا الأخير قادرا على تصدر القائمة، وعليه فإن رهاننا هو المناضل الذي يمتص غضب القواعد ويحمي الحزب في كل مكان. *يجري الحديث عن جمع توقيعات لعقد دورة طائرة للجنة المركزية، ما تعليقكم على ذلك؟ أنا ضد انعقاد دورة طارئة للجنة المركزية قبل الانتخابات وأنا معها بعد الانتخابات لتقييم النتائج، أما الآن فيجب حماية قواعدنا النضالية وحزبنا من العبث ومن السلوكات التي تشتت الصف وتعود عليه بالضرر، لذا يجب ترك مسألة التوقيعات وكل ما له صلة بهذه القضية إلى ما بعد 10 ماي، حينها من حق أعضاء القيادة طرح كل القضايا والمطالبة بما يرونه صالحا لخدمة حزبهم. *هناك من يرى بأن المشكلة في الأفلان تكمن في أبنائه؟ إذا اتحد المناضلون وجعلوا مصلحة حزبهم فوق كل الاعتبارات الشخصية والرؤى الضيقة فهم من سيحمون حزبهم، لأن مناضلي الحزب استرجعوه في أصعب الظروف عندما دعا البعض في التسعينات بإرساله إلى المتحف، هؤلاء الذين كانت تقف وراءهم دوائر أجنبية ولكن في نهاية المطاف بقي حزب جبهة التحرير صامدا بفضل أبنائه المخلصين، ولذلك فإن التحدي الكبير الذي يواجهنا جميعا هو لم الشمل والذهاب موحدين إلى الانتخابات المقبلة.