يجد المتتبع لكل الخطابات التي رددها مسؤولو الأحزاب السياسية على مسامع المواطنين منذ انطلاق الحملة الانتخابية أنها توقفت جميعها عند ضرورة المشاركة بقوة في الاستحقاق الانتخابي، وهذا ما يحيلنا إلى طرح علامة استفهام حول أسباب ذلك، وهل يرجع إلى فقر في البرامج، مما جعل الحملة الانتخابية تقتصر على شعارات تردد كل مرة، دون التطرق ل صلب القضايا المفصلية التي تجعل من مشاركة المواطن شيئا عاديا. أبرز رؤساء الأحزاب في جل اللقاءات التي جمعتهم بالمواطنين منذ انطلاق الملة الانتخابية أهمية إفشال مخطط وإستراتيجية دعاة مقاطعة الانتخابات، وفي هذا السياق شدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم على أن السيادة الوطنية ليست محل مساومة وأن حزبه يدعم الممارسة السياسية الحقيقية. وفي هذا المجال أكد الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي من آفلو بولاية الأغواط »يتوجب أخذ زمام الأمور وعدم الاكتراث بمروجي اليأس فمكانكم في قلب الجزائر لتصنعوا مستقبلكم بأيديكم«، وبعد أن حذر من مغبة المقاطعة بقوله »من غير المعقول مقاطعة بلادنا« أبرز الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري أهمية رهان المرحلة المتمثل في كيفية الحفاظ على السيادة والوحدة الترابية للوطن والتي »لا يمكن أن نفرط في أي شبر منها مهما كلفنا الأمر«. وذهبت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون نفس المذهب حيث قالت إن »البلاد على موعد مع مصيرها« ولذا يجب »التوجه بكثافة إلى مكاتب الاقتراع يوم 10 ماي المقبل »لإحداث نقلة نوعية ووثبة وطنية وترسيم القطيعة من أجل ميلاد الجمهورية الثانية«. كما اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أن المشاركة القوية في التشريعيات المقبلة هي بمثابة »درع يحمي كيان وسيادة وسلامة الجزائر من أعدائها« مشيرة في هذا السياق إلى »ظاهرة تدخل القوى العظمى في الشؤون الداخلية بطرق مباشرة كما كان الحال في كل من ليبيا وسوريا و غيرها«. نفس الموقف أبداه الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحي، وهو الذي دعا المواطنين إلى المشاركة و بقوة في اقتراع ال 10 ماي المقبل مؤكدا للحضور بأن »الجزائر أمانة في رقابكم واستقرارها واجب«.. كما حث المتدخل إلى عدم الاستماع لدعاة المقاطعة الذين »لم يأتوا ببرنامج يخدم الجزائر وشعبها« مخاطبا هؤلاء بالقول ب»أننا لا نحتاج لثورات بالدبابات و طائرات الناتو وربيعنا هو ربيع ال62 وثورتنا قام بها رجال في أول نوفمبر ضحوا من أجل الاستقلال ورفع الراية«.