فلسطين ظلت منقسمة على نفسها مع غياب القيم الأخلاقية في ضبط المواقف الوطنية لمواجهة الظرف العدواني الذي يمر به الشعب الفلسطيني في الداخل، ف"حماس" تمسكت بخيار تقسيم الأرض الفلسطينية المقسمة أصلا وأبقت غزة مجرد إقليم انفصالي يشبه أقاليم الأقليات في سفوح الجبال . والسلطة الفلسطينية عجزت عن استرداد غزة وإعادتها إلى الحضن الفلسطيني وفق القانون الدستوري وحكومة ايهود اولمرت تشترط استردادها للسماح بإقامة الدولة الفلسطينية، وسلمت الفلسطينيين مقترحا كاملا لاتفاق بشأن الانسحاب من الضفة الغربية يتم تنفيذه بعد أن تعيد السلطة سيطرتها على غزة. ويميل المقترح الإسرائيلي الذي كشفت عنه صحيفة هارتس إلى توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة عبر تنفيذ خطة لإنشاء معبر يربط بين الضفة والقطاع تسيطر عليه إسرائيل على أن يمر فيه الفلسطينيون من دون قيود، بينما لا يجد الفلسطينيون مبررا لتوحيد ذاتهم المجزأة . و يواصل ايهود اولمرت سياساته الموزعة بين العدوانية الشرسة والدبلوماسية غير المجدية بغياب الإقرار بحق الشعب الفلسطيني، لكنه لا يخفي رغبة إسرائيل في إيجاد فلسطين موحدة بقطاعها وضفتها، لكن من دون "حماس" غير المرغوب ببقائها في ارض تجاور إسرائيل. وتبقى سلطة الرئيس محمود عباس عاجزة عن إقناع المجتمع الدولي باتخاد إجراءاته لحماية الشعب الفلسطيني وجر الإسرائيليين للاعتراف بإقامة دولتهم المستقلة في أسرع وقت ممكن مستثمرين وعد الولاياتالمتحدةالأمريكية بإقامة الدولة قبل نهاية عام 2008... و ايهود اولمرت لن ينصاع للمنطق الإنساني ولا للمنطق السياسي العادل ويصر على اتخاذ ما يصفه بخطوات صارمة لتحقيق ما يسميه بأهداف أمنية..و تتحول دبلوماسيته ومقترحاته إلى عدوان دائم على قطاع غزة والضفة الغربية فيما يشبه حرب إبادة لا أخلاقية ضد الشعب المشرد . فعدوان اولمرت المستمر حرب شريرة يسعى عبثا لتغليفها بدبلوماسية فارغة ،تهدئ من ردود فعل الرأي العالمي الرافض لنمط الجريمة المنظمة في فلسطين.. والعدوان يأخذ أشكالا متعددة يجيد الجيش الإسرائيلي استخدامها كما تجيد استخدامها الحكومة، أمام أنظار مؤسسات المجتمع الدولي والمجموعة الدولية والقادة العرب والجامعة العربية العاجزة عن إيجاد مخرج لإنقاذ الفلسطينيين وفقا للقانون الدولي. عدوانية إسرائيل دمرت كل شيء وشلت الحياة تماما.. وسياسة ايهود اولمرت العدوانية لا رادع لها ولن تقف عند حدود وهي تلغي موضوع القدس الشريف من أية موضوعات تختص بالسلام في الشرق الأوسط.. والعالم الذي يتحشرج صوته وهو يهزج بأغاني السلام دون طقوس وتقاليد متعارف عليها، لا يرى أفعال إسرائيل... لكنه يرى فلسطين المنقسمة على نفسها؟؟