فقدت الفصائل الفلسطينية المعايير الأخلاقية في ضبط المواقف الوطنية اللازمة في مواجهة الظرف الذي يمر به الشعب الفلسطيني في الداخل ، ف"حماس" لم تعيد النظر فيما لجأت إليه من تحويل غزة إلى إقليم انفصالي ، والسلطة الفلسطينية عجزت عن إبداء المرونة في احتواء اخطر صراع أهلي عطل القانون الدستوري، ففتحت الأبواب أمام العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية حتى تحول إلى عقاب جماعي ضد الشعب الفلسطيني . ويواصل الإسرائيليون تدمير الحياة اليومية للشعب الفلسطيني الأعزل باستخدام أبشع وسائل الإرهاب المرفوضة في شرائع القانون الدولي ويحولون سكان قطاع غزة إلى معتقلين في وطنهم في ظروف اعتقال غير إنسانية ويجعلون من سكان الضفة الغربية على موعد يومي مع هجمات مباغتة و اعتقالات لا مبرر لها، وتدمير للمنازل . وتحرك السلطة الرئاسية بقيادة الرئيس محمود عباس لا يحرك سواكن مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءاته الردعية ضد العدوان الإسرائيلي المتنوع بأشكاله .. فالولاياتالمتحدةالأمريكية لا تسمح باتخاذ مثل هذه ألإجراءات ألتي تعطل المخطط العدواني. وتواصل إسرائيل عملياتها ضد الشعب الفلسطيني، وان أحدا لن يكون في مأمن سواء في غزة أو الضفة الغربية وحتى رام الله، وحماس فتحت ذهنها لمنطق حوار لا يستقيم إلا بإزالة آثار انقلابها. و ومازالت إسرائيل بحكومتها اليمنية المتطرفة ترفض الانصياع للمنطق الإنساني وتصر على اتخاذ ما تصفه بخطوات صارمة لتحقيق ما تسميه بأهداف أمنية، وتحول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية إلى بحرب إبادة لا أخلاقية ضد المدنيين الآمنين . وعدوان إسرائيل المتواصل بأشكاله المتعددة، هو حرب همجية تستهدف المدنيين العزل، وليست حربا بين جيشين متكافئين، لم تتحرك مؤسسات المجتمع الدولي واللجنة الرباعية والقادة العرب والجامعة العربية والفاتيكان من اجل إيقافه وفقا للقانون الدولي الذي اعتادت الولاياتالمتحدةالأمريكية توظيفه في تنفيذ مخططاتها التدميرية وتمرير إستراتيجية هيمنتها. ودمرت عدوانية إسرائيل الحياة الفلسطينية تماما .. دون رادع لها، وهذه العدوانية لن تقف عند حدود وهي تعزز مأساة الحصار الظالم المضروب على غزة المنكوبة بهمجية عدوها الإسرائيلي وعبثية فصائلها التي باعت القضية في لعبة المساومات الدولية-الإقليمية بأثمان بخسة.