أعرب وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع الفنلندي أولي رين عن مخاوفهما من احتمال استهداف روسيا أوكرانيا ودول أخرى في منطقة القرم عقب عملياتها العسكرية في جورجيا. يأتي هذا في وقت دعا مسؤولون غربيون موسكو إلى التراجع عن قرارها الاعتراف باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وتجنب حرب بادرة جديدة وتوسيع المواجهة.وطلب المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع من الاتحاد الأوروبي إعطاء إشارة تؤكد بوضوح دعمه انضمام أوكرانيا إليه كي لا تصبح الهدف المقبل لروسيا، على حد قوله. وقال رين إن "أوكرانيا قد تصبح الهدف المقبل لضغوط سياسية من قبل روسيا التي يذكر موقفها من الدول المجاورة لها بالمواجهة بين الكتل"، في إشارة إلى الحرب الباردة، وذلك في خطاب ألقاه أمام السفراء الفنلنديين في هلسينكي.وفي كييف اعتبر الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو اعتراف روسيا باستقلال أوسيتيا وأبخازيا تصعيدا لا يقتصر على منقطة القوقاز.وسبق أن أشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن موسكو ربما تتطلع لدول جوار أخرى عقب أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بينها "القرم وأوكرانيا ومولدافيا"، واصفا الوضع بأنه بالغ الخطورة.واعتبر كوشنر في تصريح لإذاعة "أوروبا 1" أن روسيا "خارجة عن القانون الدولي"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي – الذي تترأس فرنسا دورته الحالية- لا يمكن أن يقبل بهذه الانتهاكات للقانون الدولي. وقد واصلت الدول الغربية ضغوطها على موسكو ودعتها إلى تجنب حرب باردة جديدة، ففي بروكسل ندد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في اجتماع لسفراء الدول الأعضاء بقرار روسيا. واعتبر في بيان له أن الموقف الروسي ينتهك قرارات عديدة لمجلس الأمن الدولي. كما اعتبر أن "تصرفات روسيا تثير التساؤلات بشأن التزامها بالسلام"، من جانبه حذر وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند في لقاء له مع طلاب في كييف التي يزورها، موسكو من بدء حرب باردة جديدة. واعتبر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن روسيا ستخسر إذا سعت مجددا إلى مواجهة مع الغرب، داعيا إلى "تجنب حرب باردة جديدة". وفيما أعلنت جورجيا خفض تمثيلها الدبلوماسي في روسيا والاكتفاء بالإبقاء على دبلوماسيين اثنين فقط في موسكو، توالت ردود الفعل المنددة بالقرار الروسي خاصة في دول الاتحاد الأوروبي الذي يعقد قمة بشأن جورجيا الاثنين المقبل، ويجد الأوروبيون أنفسهم قبل قمة الاتحاد بشأن جورجيا محرجين بعد اعتراف روسيا بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، خاصة بعد اعترافهم في فيفري الماضي باستقلال إقليم كوسوفو رغم رفض موسكو، من جانبه دان المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جون ماكين "سياسة الضم بحكم الأمر الواقع" التي تنفذها روسيا وتهدد أمن واستقرار المنطقة. أعلنت قيادة أركان الجيش الروسي أن أسطولها بدأ يراقب تحركات سفن دول حلف الناتو في البحر الأسود، في تطور متصل أرسلت روسيا سفنا حربية إلى سواحل أبخازيا ترفع العلم الأبخازي الجديد، وذلك بعد يوم من اعترافها باستقلال هذا الإقليم وأوسيتيا الجنوبية. ويأتي ذلك في وقت عدلت الولاياتالمتحدة عن استعمال ميناء بوتي غربي جورجيا -حيث يرابط جنود روس وينشر الأسطول الروسي عددا من قطعه- لإيصال مساعدات إنسانية. وعوضا عن ذلك وصلت سفينة خفر السواحل الأمريكية "دالاس" إلى ميناء باتومي الجورجي الذي يبعد نحو 75 كلم عن المنطقة التي تمركز فيها النزاع بين القوات الروسية والجورجية بداية الشهر الجاري. وأوضح مسؤول أمريكي في المكان أن السفينة ستبحر مجددا في النهار لإفراغ حمولتها. وكانت المدمرة الأمريكية "ماكفول" وصلت الأحد الماضي المرفأ نفسه محملة بالأغطية وطعام الأطفال وأدوات صحية ومواد تنظيف، ثم غادرت في وقت لاحق. رويتر/ واف