أكد رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الميزانية التي خصصت للقطاع سنة 2008 بلغت 250 مليار دج، مشيرا إلى أن الاستقبال البيداغوجي للجامعة الجزائرية سنة 2008 فاق مليون و100 ألف طالب، حيث شدد على أن الإصلاح الجامعي عرف تقدما ملحوظا بخصوص نظام ال"أل أم دي". م.س أوضح حراوبية خلال الجلسة التي ترأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتقييم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، أن الإصلاح الجامعي الذي باشرته الوزارة منذ 5 سنوات قد عرف تقدما ملموسا في مجال تطبيق النظام الجديد "ليسانس- ماستر-دكتوراه" وإدراج ممارسات بيداغوجية جديدة وكذا وضع برامج تكوين تتكيف مع احتياجات الجزائر، حيث أكد أن 49 جامعة ومركزا جامعيا تقدم تعليما وفق نظام ال"أل أم دي" في 13 مجال تكوين يغطي 1201 شهادة ليسانس منها 946 ليسانس أكاديمية و 255 ليسانس مهنية. وفي ذات السياق، أشار الوزير إلى أن إدخال الطور الثاني بعد أربع سنوات من إطلاق هذا النظام الجديد مكن من فتح 585 تكوينا في الماستر منها 530 ماستر أكاديمي و55 ماستر مهني، مؤكدا توفير الوسائل الضرورية لهذا النظام الجديد من التعليم بفضل تطوير تجهيزات المخابر وإنشاء مراكز للتعليم المكثف للغات وتعزيز أجهزة الإعلام الآلي، وأضاف بأنه تم تعزيز حظيرة الإعلام الآلي للمؤسسات ببرنامج ممركز خاص باقتناء 6550 حاسوب. وفيما يخص مرافقة إصلاح الجامعة بتطوير وتعميم التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال خاصة من خلال وضع شبكة قطاعية تتكون من مركز معطيات وطني و3 مراكز معطيات جهوية ونظام إعلامي، حيث يضم هذا النظام أيضا تنظيم ندوات عن طريق الفيديو وهي العملية التي شرع فيها على مستوى جميع المؤسسات الجامعية عبر 13 موقع بث و 46 موقع التقاط، مضيفا بأن استعمال هذه التكنولوجيات سيسهل أكثر إمكانيات التبادل والتعاون بين الجامعات وبالتالي التأطير البيداغوجي الذي تتوفر عليه كل جامعة. أما عن الجانب البيداغوجي، عرض حراوبية أهم المحاور التي تضمنها هذا المجال، حيث تم الشروع في العمل بالوصاية من أجل متابعة ومرافقة الطالب طوال مشواره الدراسي، فيما قال بأن الجامعة انفتحت على المحيط بفضل مساهمة المؤسسات في التكوين والتربصات والبرامج البيداغوجية من أجل تسهيل اندماج المتخرجين في عالم الشغل مستقبلا، مشيرا إلى أن الإصلاح يهدف إلى تكوين النخب من خلال إنشاء أقطاب امتياز جديدة. ومن بين الإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم العالي والبحث العملي تم تحويل المدارس والمعاهد إلى "مدارس خارج الجامعة"، كما تم تنظيم 86 بعثة خبرة جند لها 73 خبيرا دوليا من أجل إعادة تأهيل البرامج على أساس المقاييس العالمية، إضافة إلى تخصيص تمويلات خارجية موجهة لتسديد خدمات الخبرة الدولية المشاركة في إعداد البرامج البيداغوجية والتكفل بعملية التأطير وإنشاء أقسام تحضيرية لدخول المدارس الكبرى. وذكر حراوبية بحجم المؤسسات الجامعية التي تم إنجازها منذ سنة 2000 التي كانت تعرف وجود 53 مؤسسة لترتفع إلى 62 مؤسسة في 2008، حيث أكد أنه ستدعم الشبكة الجامعية في القريب العاجل بإنشاء المدرسة الوطنية العليا للتسيير والمدرسة العليا للصحافة والمدرسة العليا للتكنولوجيا، مشيرا إلى ارتفاع عدد الأساتذة الذي كان يبلغ 17780 سنة إلى 25229 في سنة 2004 ليقدر ب 31703 في سنة 2008، مضيفا أنه من خلال توظيف 5688 أستاذ جديد خلال الدخول الجامعي الجديد فإن معدل التأطير سيقدر بأستاذ واحد لكل 29 طالب. أما فيما يتعلق بارتفاع طاقات الاستقبال البيداغوجي للجامعة الجزائرية، يقول حراوبية أنه ارتفع من 420 ألف مقعد سنة 2000 إلى أكثر من مليون و100 ألف مقعد بيداغوجي في 2008، إضافة إلى ارتفاع الإيواء إلى 456 ألف سرير، وكذا عدد المتخرجين الذي قدر ب 141 ألف متخرج سنة 2008، وذكر حراوبية في الأخير بأن الجامعة تستعد لاستقبال 260 ألف طالب جديد مما سيرفع العدد الإجمالي للطلبة بالنسبة لسنة 2008-2009 إلى مليون و160 ألف طالب.