شدد رئيس الجمهورية على المسؤولين ضرورة أخذ العبرة والدروس من الظواهر والكوارث التي شهدتها الجزائر مؤخر في غرداية وولايات أخرى، مؤكدا أن الحكومة اتخذت الإجراءات اللازمة بتعليمات منه للتكفل بإنقاذ وإسعاف المنكوبين وإعلان غرداية منطقة منكوبة. ترحم بوتفليقة أمس على أرواح ضحايا الفيضانات التي شهدتها ولاية غرداية والولايات المجاورة التي غمرتها مطلع شهر أكتوبر الجاري، حيث ذكر الرئيس بأن هذه الكارثة خلفت ضحايا في الأنفس وخسائر مادية معتبرة، وقد أوضح الرئيس خلال افتتاحه للسنة الجامعية بتلمسان أنه أصدر في ذلك الحين التعليمات اللازمة لمختلف مؤسسات الدولة على المستويين المركزي والمحلي للتكفل الفوري بإنقاذ وإسعاف وإيواء المنكوبين منهم، بالإضافة إلى تسخير كافة الوسائل المتاحة لعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة مع تلبية حاجيات الضحايا وعائلاتهم بعد إعلان ولاية غرداية بأنها منطقة منكوبة. رئيس الجمهورية، أشار كذلك إلى الأوامر التي أصدرها في هذا الشأن والتي وجهها إلى الحكومة من أجل تشكيل خلية أزمة بإشراف من رئيس الحكومة، حيث قال بأن العمل التضامني الذي قام به أعيان المنطقة وعلمائها يؤكد تآزر وتلاحم الشعب الجزائري فيما بينهم في المحن العصيبة، مضيفا بأن هذه المحنة التي شهدتها غرداية وما جاورها لم تسلم منها ولايات أخرى من ربوع الوطن، مرجعا الخسائر في الأرواح والمكتسبات إلى تدخل الإنسان العشوائي في قوانين الطبيعة من خلال تلويث الجو بالغازات، النفايات السامة ما زاد في اتساع دائرة الخطر وتعدد الأمراض الخطيرة والأوبئة والكوارث. وشدد بوتفليقة على المعنيين والمسؤولين باتخاذ من هذه الكوارث والظواهر دروسا والعبرة، مطالبا منهم العمل على تجنب حدوث كوارث من خلال جعل قاعدة العمل "الوقاية خير من العلاج" وجعل من هذه الأزمات منطلقا جديدا لمواجهة المستقبل واستباق الأحداث واستشراف الحلول قبل حدوث الكوارث وفوات الأوان، داعيا إلى رص الصفوف وتجاوز المحنة للتفرغ للقضايا الكبرى في التنمية الوطنية.