أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس في جلسة متأخرة أول أمس، أربعة متهمين من أصل خمسة تورطوا في قضية الانتماء غالى جماعة إرهابية وإصلاح مواد متفجرة، والتي ارتبطت بالانتحاري" الشيخ إبراهيم" الذي فجر مقر الأممالمتحدة بحيدرة يوم 11 ديسمبر2007، حيث صدرت أحكاما بالحبس النافذ لمدة سبعة سنوات في حق ابنا الانتحاري وهما ( ب.ي) 25 سنة، و ( ب.م) 23 سنة، إلى جانب المتهمين ( ا.ح.أ) 22 سنة، ( ع.ع.س) 36 سنة الذين صدر في حقهما حكما بالحبس النافذ لمدة خمس سنوات، أما المتهم الخامس وهو ( ب.ع.ق) 44 سنة قد استفاد من حكم البراءة. القضية التي فصلت فيها المحكمة أول أمس، توبع فيها المتهمون الخمسة وآخر في حالة فرار بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية كانت ذات ارتباط وثيق حسب قرار الإحالة "بالإرهابي بشلة رابح" المدعو (الشيخ إبراهيم) والذي ثبت أنه من قام بعملية انتحارية استهدفت بها مقر بعثة الأممالمتحدة الكائن بحيدرة بالعاصمة يوم 11 ديسمبر2007، المتهمون في القضية هم كل من ابني الانتحاري والمدعو الشيخ إبراهيم " بشلة رابح" والأمر يتعلق ب ( ب.ي) 25 سنة، و ( ب.م) 23 سنة، إلى جانب المتهمين ( ا.ح.أ) 22 سنة، ( ع.ع.س) 36 سنة، ( ب.ع.ق) 44 سنة، كما يتواجد المتهم السادس ( ب.ع.ق) 39 سنة في حالة فرار. وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 22 جانفي 2008، حيث وحسب قرار الإحالة على محكمة الجنايات، فان وقائعها بدأت بعد لعملية الانتحارية، حيث أن مصالح الأمن تحصلت على معلومات تفيد بان المدعو( ا.ح.أ) الذي يشتغل في حافلة لنقل المسافرين له علاقة بجماعة إرهابية كونه كان يقدم الدعم اللوجستيكي للإرهابيين على مستوى مناطق كل من رغاية، رويبة، وبومرداس، وانه كان اتصال بالانتحاري" الشيخ إبراهيم و إرهابي أخر يدعى " يوسف" ينتمي إلى كتيبة الأنصار التي تنشط شرق بومرداس، وحسب تصريحاته أمام القاضي فان التهم التي نسبت إليه بالانتماء إلى جماعة إرهابية ليست صحيحة، حيث انه لم يقم إلا بنقلهم من مقر سكنهم هراوة، أي عائلة الانتحاري شلة، إلى مكان بشرق بومرداس، حيث كانت العائلة على موعد مع الأب" الشيخ إبراهيم ( بشلة رابح)، وقد أنكر التهمة الموجهة إليه والمتعلقة بإصلاح مواد متفجرة، وهو عكس ما جاء في قرار الإحالة من تصريحات لامتهم الذي تمسك بالإنكار خلال جلسة أمس. أما المتهم ( ع.ع.س) 36 سنة وهو السائق الذي قام بنقل ابني الانتحاري رفقة القابض المتهم الأول، فقد أنكر هو الأخر التهمة المنسوبة إليه ، حيث قال للقاضي أن دوره لم يتعدى نقل العائلة إلى وجهتها كأي سائق أخر يطلب منه أخذه مقابل اجر، كما صرح انه لم يكن يعلم بوجهة هؤلاء حيث لم يسألهم عن ذلك، أما ما ورد في قرار الإحالة فهو أن المتهم كان يعلم بمجموعة إرهابية متكونة من ثلاثة عناصر من بينهم إرهابي يدعى " يوسف" أمير كتيبة الأنصار. ابنا الانتحاري ( ب.ي) 25 سنة، و ( ب.م) 32 سنة أنكرا أن يكونا قد انضما أو شاركا في أي عمل إرهابي ، فيما اعترفا باتصالهما بوالدهما في الجبل بإحدى المناطق الشرقية من ولاية بومرداس وتدعى القرية ب" الكلاشة" مسقط رأس الانتحاري، كما اعترف المتهمان إنهما كانا يتحركان بعلم من السلطات الأمنية، وكان لقائهم بوالدهم من اجل إقناعه بالتوقف عن العمل المساح والاستفادة من قانون المصالحة الوطنية، غير أن والدهما كان يرفض في كل مرة يلتقي بهما، وبعدها لم يلتقيا به مجددا حيث كان عملية التفجير التي نفذها مستهدفا مقر الأممالمتحدة. هذا وقد التمست النيابة العامة حكما بالسجن لمدة 15 سنة لجميع المتهمين معتمدة في ذلك على نصوص المادة 87 مكرر، و87 مكرر 1، و87 مكرر 7 بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية وإصلاح مواد متفجرة واستعمالها. النيابة العامة لمحكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس التمست في مرافعتها تسليط عقوبة الحبس النافذ لمدة 15 سنة في حق المتهمين الخمسة بجناية الانخراط في جماعة إرهابية وإصلاح مواد متفجرة، ومن بين المتهمين اثنين هما ابني الانتحاري الذي فجر مقر الأممالمتحدة بحيدرة بالعاصمة في 11 ديسمبر من سنة2007 الفارطة. أما مرافعة الدفاع فقد انصبت في مجملها على ما ورد من تصريحات للمتهمين التي تفند ما جاء في قرار الإحالة وذهبت لالتماس البراءة لموكليها بالحجج المقنعة، غير أن قرار المحكمة برأ المتهم (ب.ع.ق) سنة44، وأدان المتهمين الأربعة بأحكام بين سبعة وخمسة سنوات.