قد يلومني كثير من الناس ويقولون كيف تدعونا لتلقي الدروس من رواندا ؟ وهي مات هي من الفقر والتخلف وما إلى ذلك ؟ وأي درس هذا الذي تدعونا لتعلمه من رواندا ؟ والحقيقة أ، ثقافتنا العربية الإسلامية تدعونا لطب الحكمة والدروس من كل مكان، من الصين أو من رواندا ، لا فرق بين هذا وذاك، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها. لقد قررت رواندا مؤخرا أن تلغي التدريس باللغة الفرنسية، وخوض تجربة التعليم باللغة الإنجليزية. ومبررات السلطة الحاكمة في رواندا بسيطة ، واضحة، ومفهومة. إن لغة العلم والتكنولوجيا اليوم هي الإنجليزية، إن لغة الوصول إلى المعرفة هي الإنجليزية، إن لغة الأنترنيت هي 80 بالمئة إنجليزية، إن التخاطب والتواصل البشري عبر العالم يتم بالإنجليزية، ولغة ترقية السياحة هي إنجليزية، ولغة النفوذ في العالم هي انجليزية، ولغة تسويق المنتجات المحلية إلى العالم هي انجليزية، وما إلى ذلك. أما الفرنسية فرغم أهميتها كلغة، فمكانتها في الدول السائرة في طريق التنمية، إن كانت موجودة بالضرورة ، ستأتي بعد اللغة الإنجليزية. الدرس الرواندي ، يكمن في شجاعته أولا. وأنا أعرف أن هذا القرار سيتعرض لضغوطات لعرقلته، لكن دعنا ننتظر ونرى.