فصلت محكمة الجنايات بمجل قضاء قسنطينة في مداولتها في قضية اختطاف فتاة قاصر لا يتجاوز عمرها 15 سنة وممارسة الجنس الكامل عليها بالتبادل وتهديدها واستعمال العنف معها، بعقوبة السجن لمدة 12 سنة للمتهم الأول، و10 سنوات سجنا للمتهم للثاني، و5 سنوات سجنا لمتهمين اثنين آخرين. من وهران إلى العاصمة حطت رحالها في قسنطينة لتقع فريسة شبكة عصابة تتكون من ثمانية أشخاص، تختطفها وتبعدها خارج المدينة وتمارس عليها الجنس الكامل المتكرر وبالتبادل، متنقلة بها من مكان لآخر، وهي القضية التي نظرت فيها محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة صبيحة أمس السبت ولساعة متأخرة بعد تأجيلها مرتين، يتعلق الأمر بكل من المتهم "ز.فوزي" 40 سنة، "ب.فيصل" 33 سنة، "ب.نبيل" 39 سنة، "ط.ع.ح" المدعو "عادل" 33 سنة، "ع.ع.ح" 48 سنة، وأربعة آخرين من بينهم "ع.سفيان" شقيق المتهم الرابع، وكانت الضحية القاصر المدعوة "ب.آمال" من مواليد 1992 وكان عمرها يوم الحادثة 15 سنة. تفاصيل الحادثة حسب قرار الإحالة تعود إلى تاريخ 19 جويلية 2007 على الساعة الخامسة مساءً عندما تم إخطار مصالح الدرك الوطني لبلدية ابن باديس بوجود ثلاثة أشخاص رفقة فتاة قاصر بأحد الوديان على مقربة من قرية الزعرورة، وكانت هذه الأخيرة ترتدي قشابية رجال أحضرها المتهم سفيان، وبعد عملية التفتيش تم العثور على أحد المشتبهين وهو المدعو "ب.فيصل" الذي حاول في بادئ الأمر الفرار هو المتهم الأول. الضحية تقيم بحي حاسي بوعمامة مدينة وهران وكانت قد خرجت يوم الحادثة من منزل والديها بعد أن أخبرت والدتها بأنها ستذهب إلى المستوصف للعلاج، إلا أنها توجهت للمبيت عند إحدى صديقاتها وفي الغد أقرضتها مبلغ 2000 دينار لتتوجه إلى العاصمة ثم إلى مدينة قسنطينة، وقد أفادت فرقة الدرك الوطني ب "يغمراسن" أن الفتاة كانت محل بحث منذ 15 أفريل 2007. وصرحت الضحية أنها وصلت إلى محطة المسافرين الشرقية لولاية قسنطينة يوم 16 أفريل 2007 على الساعة السابعة مساءً ونظرا لكونها غريبة عن المنطقة تفاجأت بالمشتبه فيه زياد وهو يشهر في وجهها خنجرا كبيرا ويهددها، وتضيف أنه اقتادها إلى سيارة مغطاة وقضى معها الليل دون أن يلمسها أو يمسها بسوء، وفي الصباح غادرا إلى الخروب وعند الجسر توقف السيارة و التقيا برفقائه الآخرين ومنهم المدعو "ر. نصر الدين"، ليتوجهوا بها خارج المدينة ومارسوا عليها الجنس، ثم توجهوا بعدها إلى ملهى قوس قزح بالخروب ليلتقوا ببقية الرفاق وكان أحدهم في حالة سكر متوجهين بها إلى مسكن مهجور ببلدية بونوارة. وبالتقاء هؤلاء بالمتهم "بوعزيز" تمكنوا من المبيت في مقصورة الشركة التي كان يعمل فيها باعتباره حارسا، ثم عاودوا الاعتداء الجنسي عليها وقد كشفت الضحية أثار عملية جراحية على مستوى البطن بالنسبة للمتهم فيصل وهو متزوج بامرأتين وله ثلاثة أطفال، وعن هذا الخير فهو صهر المتهم "فوزي"، علما أن القضية تم تأجيلها مرتين بسبب غياب الطرف المدني و عدم اكتمال التحقيق مع المتهم فوزي.. ممثل الحق العام اعتبر القضية واضحة ولا لبس فيها مؤكدا على ثبوت تهمة الاختطاف والاعتداء على قاصر لا يزيد عمرها على 15 سنة بواسطة العنف والتهديد، سيما والطبيب الشرعي أثبت آثار العنف المتكرر على الضحية، ملتمسا إدانة المتهمين الأربعة ب 20 سنة سجنا نافذة، و04 سنوات لباقي المتهمين مع دفع غرامة مالية قدرها 100 ألف دينار. أما دفاع المتهمين فقد اعتبر أن القضية مجرد فرضية لأنه لا أحد يعلم دوافع مجيء الفتاة من وهران إلى قسنطينة ولماذا لم تصرخ وهي تمر من مكان لآخر، لتنطق هيئة المحكمة في مداولتها بعقوبة السجن لمدة 12 سنة للمتهم الأول، و10 سنوات للثاني، و05 سنوات للثالث و الرابع، في حين استفاد المتهم "بوعزيز" على ظروف التخفيف بالحكم عليه بالسجن النافذ لمدة 6 أشهر، مع تبرئة المتهمين الثلاثة الباقين.