اتهم الرئيس السوري تل أبيب بعدم الجدية في السعي لتحقيق السلام بالمنطقة. وشدد على أن الإسرائيليين لن يحصلوا على ضمانات من دمشق، ودعا العرب إلى السعي لامتلاك "القوة الحقيقة" دون تردد. كما أدان الغارة الأمريكية على بلاده والتي أوقعت قتلى وإصابات بمنطقة البوكمال الحدودية مع العراق. وقال بشار الأسد في كلمة له أمام أعمال الدورة العادية الثانية للبرلمان العربي الانتقالي في العاصمة دمشق، إن إسرائيل وحتى هذه اللحظة ما تزال تستخدم شعار السلام كجزء من المناورات السياسية. وأضاف أن السلام لم يكن الهاجس الأساسي لتل أبيب ولكن هاجسها الأساسي هو الأمن بمفهومه الضيق، مشددا على أن الإسرائيليين لن يحصلوا على ضمانات من سوريا. ودعا الأسد إسرائيل إلى إثبات اهتمامها بتحقيق اتفاق سلام بالمنطقة وذلك بعد ستة أشهر من بدء حوارات غير مباشرة بين دمشق وتل أبيب. وقال أيضا إن "السلام بالنسبة لإسرائيل أمر تكتيكي وليس إستراتيجيا وينبغي عليها أن تقدم برهانا على رغبتها في السلام لأنها هي من تحتل أرضنا وتعتدي على شعبنا". كما اعتبر أن "اعتداء" أمريكا الأخير يؤكد خطورة وجودها بالعراق، وأن واشنطن تستخدم أرض العراق قاعدة لمهاجمة دول الجوار داعيا إلى أن يسعى العرب وبدون تردد لامتلاك القوة الحقيقة. وانتقد الأسد الاتفاقية الأمنية المقترحة بين بغداد والولايات المتحدة والتي ستسمح للأخيرة بالاحتفاظ بقواتها على الأرض العراقية ثلاث سنوات قادمة. وقال أيضا إن القوات الأمريكية تسهم بعدم استقرار المنطقة وينبغي سحبها من العراق. ودعا الرئيس السوري إلى موقف عربي موحّد في التأكيد على إنهاء الاحتلال بالعراق، والتصدي لمحاولات فرض اتفاقات تصادر سيادته وأمنه وتسيء للأمن العربي. وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ جوان 1967. وكانت المفاوضات المباشرة بين الطرفين قد توقفت منذ ثماني سنوات بعد أن رفضت تل أبيب مطالب دمشق بإعادة كامل الأرض السورية المحتلة وفق خط الرابع من جوان. واستؤنفت مفاوضاتهما غير المباشرة بوساطة تركية في ماي الماضي، لكن هذه المحادثات ما لبثت أن توقفت في جويلية بطلب إسرائيلي بعد أربع جولات بعد ما أثير عن تورط رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بقضايا فساد.