رجح مسؤول أمريكي أن تخلص مراجعة سرية للسياسة الأمريكية في أفغانستان إلى الإقرار بأن الولاياتالمتحدة تفقد السيطرة على الأرض. ونسبت شبكة "سي. أن. أن" الإخبارية الأمريكية أول أمس إلى أحد المشاركين في صياغة المراجعة قوله إن هناك إجماعا بين الوكالات الحكومية ال24 المشاركة في وضع المراجعة على أن الوضع في أفغانستان بات "كئيبا". وكشف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن المشاركين في إعداد المراجعة ناقشوا في اجتماعهم السري الأخير التطورات الأخيرة في أفغانستان، وتبين لهم أن العنف تفاقم بنسبة 43% في السنوات الخمس الماضية، كما ارتفعت نسب زراعة المخدرات بمعدل 100% منذ عام 2000، في حين تراجع دعم الأفغانيين للقوة الدولية في بلادهم بنسبة 33% في الأشهر الماضية. وأوضح أن الأرقام المذكورة مصدرها استطلاعات أجريت لحساب الحكومة الأمريكية. ورجح المسؤول نفسه أن تخلص المراجعة إلى أن الولاياتالمتحدة لا تملك القوة العسكرية الكافية لشن تدخل على الطريقة العراقية في أفغانستان. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن بلاده عاجزة عن تلبية اقتراح الرئيس المنتخب باراك أوباما بإرسال جنود إضافيين إلى أفغانستان، معتبرا أنه ليس بمقدور الإدارة إلا تجنيد بضعة آلاف جندي إضافي في الأشهر المقبلة على أبعد تقدير. ويشرف على إعداد المراجعة التي بدأ العمل فيها منذ 20 سبتمبر الماضي المستشار الأعلى لشؤون الحرب في العراق وأفغانستان المقدم الجنرال دوغلاس أي. لوتي. وفي الوقت نفسه رأى خبير عسكري أمريكي أنه حتى لو نجح أوباما بسحب أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين من العراق بعد استلامه السلطة رسميا يوم 20 جانفي 2009 وأمر بإرسالهم فورا إلى أفغانستان، فهؤلاء لن يصلوا قبل جوان أو جويلية المقبلين بسبب التدابير لإعادة نشر الجنود. ولفت الخبير إلى أن هؤلاء الجنود في حال إرسالهم لن يقدروا على مواجهة المعارك التي تنشط على أبواب الربيع، كما لن يتمكنوا من تعزيز الأمن في الفترة التي ستسبق الانتخابات الرئاسية الأفغانية المرتقبة في أوت 2009.