ستنطلق أول دفعة ماستر في الدراسات الاستشرافية الإستراتيجية ابتداء من 13 ديسمبر القادم، وذلك بالتنسيق بين المحافظة العامة للتخطيط والدراسات الاستشرافية والمعهد الوطني للتسيير والتخطيط على المستوى الوطني، والتي ستهدف الى تهيئة إطارات والموارد البشرية المؤهلة التي ستشرف مستقبلا على هذا القطاع في الجزائر. كشف شهاب عيسات مدير الدراسات الاقتصادية والاستشرافية بالمعهد العالي للتسيير والتخطيط عن مبادرة مشتركة بين المحافظة العامة للتخطيط والدراسات الاستشرافية والمعهد الوطني للتسيير والتخطيط لإطلاق أول دفعة ماستر في الدراسات الاستشرافية الاستراتيجية على المستوى الوطني والتي سيتم تكوينها على مستوى المعهد ابتداء من 13 ديسمبر القادم. وعن الهدف الأساسي لاطلاق مثل هذه الدفعة، أضاف شهاب هو تهيئة الإطارات والموارد البشرية المؤهلة التي ستشرف مستقبلا على هذا القطاع في الجزائر والذي يعاني نقصا كبيرا في الموارد البشرية ومستوى تكوينها بأحدث الأساليب العلمية المعمول بها على المستوى الدولي. كما أكد المتحدث في نفس السياق أن الواقع الأقتصادي الحالي الذي تمر به اقتصاديات العالم من جراء الأزمة المالية العالمية التي تنتقل تدريجيا ومع مرور الأيام لتصبح أزمة اقتصادية عالمية يبين ان التخطيط أصبح ضرورة ملحة لأي دولة او شركة أو مؤسسة بهدف تفادي هزات عنيفة قد تتعرض لها في أي وقت وبدون سابق أنذار على حد تعبيره. وعلى هذا المستوى أشار الاقتصادي والخبير الفرنسي بيار إيف كوسي في محاضرة ألقاها أمس بالمعهد العالي للتسيير والتخطيط، إلى أن الجزائر واستناد إلى تصريحات مسؤوليها حاليا قد لا تتأثر بتداعيات الأزمة المالية العالمية بفضل الاحتياطات المالية المعتبرة التي تحوز عليها الجزائر حاليا، لكنها - يضيف المتحدث- ستتأثر لاحقا بتداعيات هذه الأزمة إذا استمرت مدة أطول. ومن هذا المنطلق يقول الخبير الفرنسي الذي كان يشغل منصب محافظ التخطيط الفرنسي في الثمانينات إضافة إلى منصب المكلف بالشؤون المالية والاقتصادية بسفارة الجزائر من قبل، على الجزائر أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي هزة عنيفة قد يتعرض لها الاقتصاد الجزائري الهش والمبني على الريع البترولي.