ما هو الذنب أو الجريمة التي ارتكبتها غزة حتى تعاقب كل هذا العقاب ؟ حتى تحاصر .. حتى تجوع .. حتى تباد . الجواب بسيط ، فبغزة مضمون سياسي لا يتماشى وروح أوسلو ، وهي الإتفاقيات التي تم توقيعها عام 1993 بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني. ورغم أن أوسلو انتهت وفشلت، والكيان الصهيوني هو الذي يتحمل مسؤولية قتلها كما قتل جميع قرارات مجلس الأمن، وجميع المبادرات لحل الصراع ، فإن غزة اليوم هي التي تتحمل مسؤولية كل ذلك. حتى فشل مؤتمر أنابوليس المنعقد العام الماضي، .. لكن العالم حمل " غزة " مسؤولية إفشاله. غزة إذن .. هي رمز للمقاومة .. هي التي تأوي " حركة حماس " وحركة الجهاد ، وغيرها من الحركات المقاومة .. لذلك هناك رغبة في إبادة غزة حتى تباد المقاومة .. حتى تموت الممانعة .. حتى يعم الإستسلام. وقبل الإستراتيجية الصهيونية الأخيرة لإبادة غزة ، مرت سياسة الكيان الصهيوني بعدة مراحل، أشهرها مرحلة " تنظيف غزة " عندما كان الصهاينة يستهدفون الشخصيات القيادية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، مثل الزعيم " أحمد ياسين " وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم كثير. وضمن مخطط " تنظيف غزة " حوصر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، ووصلت دبابات إسرائيل إلى غرفة نومه .. حتى استشهد .. أمام مرأى العالم أجمع. حماس بمضمونها الفكري .. ليست مقبولة في عالم اليوم .. لكنها فازت في انتخابات شهد العالم بديمقراطيتها وشفافيتها ونزاهتها.. فهل تباد غزة اليوم أو يباد الشعب الذي انتخب لصالحها ؟ إن الحرب الدائرة اليوم بين حماس وحركة فتح أشعلها الكيان الصهيوني المدعم بأمريكا ، في مرحلة أخرى من مراحل " إبادة غزة " .. إشعال حرب أهلية يكون ضحيتها الجميع .. ما عدا إسرائيل. والنقاش الدائر حاليا .. حول من المتسبب في الوضع الكارثي : حماس أو فتح ، نقاش عقيم، إنه يشبه " مصارعة الثيران الإسبانية " ، والثور يركض في الحلبة وراء المنديل الأحمر، لاعتقاده أنه عدوه اللذوذ، لكن في الحقيقة عدوه الحقيقي هو " حامل المنديل الأحمر " ... إنها إسرائيل. وكل من يحاصر غزة اليوم ، لكي تموت حماس والجهاد ومن صوت لصالح حماس، إنه في خدمة " مروض الثيران " بوعي أو بدونه.