أكد رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية التزام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمبدأ الحوار للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني، لكنه شدد في كلمة ألقاها أمام مهرجان حاشد أقامته الحركة بمدينة غزة في الذكرى ال21 لتأسيسها على أنها لن تقبل بأي شروط مسبقة لإتمام المصالحة. ورفض هنية الاعتراف بأي تمديد لرئاسة محمود عباس –التي تنتهي في التاسع من جانفي القادم- تحت أي غطاء عربي، وأوضح أن المرجع الوحيد بهذا الشأن هو الدستور الفلسطيني، وحدد هنية خمسة مبادئ لإرساء الحوار الوطني الفلسطيني، أبرزها أن يكون رزمة واحدة تشمل الضفة الغربية والقطاع معا. كما تشمل هذه المبادئ تهيئة المناخ الإيجابي للحوار بما في ذلك الإفراج عن معتقلي "المقاومة" لدى السلطة في الضفة ووقف ما وصفها هنية بالحملة الأمنية الشرسة ضد أبناء حماس، إضافة إلى وجود ما سماه راع محايد يقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء على الساحة الفلسطينية، واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة أن حماس تعاقب على تمسكها بالثوابت، مشيرا إلى أن الحركة لم تعد تمثل نفسها فحسب بل كل من يقف "في خندق المقاومة ضد الصهيونية ورفض الهيمنة الأميركية، كما اعتبر هنية أن حماس وفلسطينيي غزة باتوا أقوى بعد الحصار على حد تعبيره، مشيرا إلى وجود حركة تضامن دولية مع أهل القطاع. وقد احتشد عشرات الآلاف من أنصار حماس وسط مدينة غزة منذ صباح اليوم للمشاركة في مهرجان ذكرى التأسيس رافعين الأعلام الخضراء، في حين قدرت قناة الأقصى التابعة لحماس عدد المشاركين بمئات الألوف. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم قبيل انطلاق فعاليات المهرجان إن هذه الجماهير جاءت لتوجه رسالة بحجم حماس ومدى التفاف الجماهير حول برنامجها ولترد على المشككين في حجم شعبيتها حسب تعبيره، وفي تصريحات نشرت على موقع حماس على الإنترنت أشار القيادي في الحركة محمود الزهار إلى تطور حماس منذ تأسيسها من رمي الحجارة إلى استخدام الأسلحة والبنادق والصواريخ، ومن قاعدة جماهيرية لا تتعدى الآلاف إلى تأييد الملايين في الدول العربية وحول العالم. وأوضح أن حماس نجحت في ضرب الأمن القومي الإسرائيلي على حد تعبيره. وكانت حماس أعلنت عن نفسها رسمياً مع انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987. لكنها تواجه في الوقت الحالي تحديات كبيرة لعل أبرزها الحصار المفروض على قطاع غزة والانقسام الفلسطيني بعد سيطرتها على قطاع غزة في جوان عام 2007. وقد ضاعفت حماس من وجودها في الشارع الفلسطيني عقب التأسيس وشكلت جناحا عسكريا عرف باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام التي خاضت مواجهة ضارية مع إسرائيل التي اغتالت عددا من قادة الصف الأول بالحركة بما فيهم مؤسسها الشيخ أحمد ياسين عام 2004 والزعيم الذي خلفه عبد العزيز الرنتيسي، ونفذت حماس العشرات من العمليات الفدائية النوعية في إسرائيل خلفت مئات القتلى والجرحى. ودخلت حركة حماس مرحلة جديدة بعدما شاركت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية للمرة الأولى عام 2005 وحققت فوزاً كبيراً قادها إلى تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة والتي لم يعترف العالم بها لرفض الحركة الاعتراف بإسرائيل والشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، وتأزمت علاقة حركة حماس مع غريمتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ووصلت الأمور إلى حد الاقتتال الداخلي في منتصف جوان الماضي، بعد أقل من ثلاثة أشهر من تشكيل حكومة الوحدة، وانتهى هذا الاقتتال بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة الذي أغلقت إسرائيل معابره، بينما شكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس حكومة برئاسة سلام فياض في الضفة الغربية دعمتها حركة فتح.