اتهم نواب المعارضة المصرية بمجلس الشعب (البرلمان) الحكومة بالتآمر مع إسرائيل لضرب غزة، في حين حمّل آلاف المتظاهرين الرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط المسؤولية عن "عدم ردع" الحكومة الإسرائيلية عن مجزرة غزة منددين بالصمت العربي والدولي تجاه المذبحة. وشهدت جلسة البرلمان السبت مشادات بين نواب المعارضة والمستقلين ووزراء الحكومة، بعد إصرار وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب على حذف تلميحات النائب الإخواني حسين إبراهيم "بتآمر القاهرة في مجزرة غزة"، وتجاهل النائب حذف عباراته من مضبطة الجلسة قائلا إن "ليفني أعلنت الحرب على المقاومة الفلسطينية من القاهرة، وهي تقف بجوار وزير الخارجية الذي لم يحرك ساكنا ولم يعلق على كلامها الناري، واكتفى بالحديث عن ضبط النفس لكلا الجانبين". كما تقدم إخواني آخر هو حمدي حسن بطلب إحاطة لوزير الخارجية، وصف فيه تصريحات أبو الغيط خلال المؤتمر الصحفي مع ليفني بأنها "خائنة وضعيفة ومهينة للشعب المصري وحكومته"، وقال النائب "كنا نود أن يطالب الوزير الصهاينة بأن يفرجوا عن مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين منذ حوالي عامين، أو الإفراج عن 11 ألف أسير، لكن يبدو أن صواريخ حماس تؤلمهم جدا للدرجة التي تعلن فيها وزيرة الخارجية ومن قلب القاهرة وبقوة وبلا حياء عن اجتياحٍ شامل لغزة، وكأن زيارتها جاءت لتأخذ دعم القاهرة على هذا العدوان". ورفع نحو خمسة آلاف متظاهر أمام نقابة الصحفيين وسط العاصمة الأعلام الفلسطينية وصور شهداء وضحايا المجزرة، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي وهم يرددون هتافات منددة بالرئيس مبارك الذي استقبل وزيرة خارجية إسرائيل بالقاهرة قبل يومين من المجزرة، وحيا المتظاهرون صمود المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بالأراضي المحتلة، وتوسط المظاهرة التي دعا إليها الإخوان المسلمون وشارك بها قوى ونشطاء من كافة التيارات السياسية، لافتة كتب عليها "لقاء مبارك وليفني تسبب في مائتي شهيد فلسطيني" وصورا جمعت وزير الخارجية وهو يمازح ليفني خلال زيارتها القاهرة الخميس. وقد فرضت قوات الأمن التي حضرت بأعداد غير مسبوقة طوقا أمنيا لمنع خروج المتظاهرين بمسيرات في شوارع القاهرة مما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين، بينما أعلن قادة الإخوان تحويل الوقفة إلى اعتصام حتى صباح الأحد والخروج بتظاهرات في كافة المدن. ومن جهته قال مرشد الإخوان محمد مهدي عاكف خلال الوقفة "إن كل حاكم عربي يتحمل في رقبته، دم كل طفل أو امرأة أو مقاوم فلسطيني"، مضيفا أن "المجزرة ما كانت لتحدث لولا تواطؤ حكام عرب"، مشيرا إلى تصريحات ليفني النارية بالقاهرة حول نية إسرائيل تجاه غزة. واتهم سياسيون ونواب خلال التظاهرة النظام المصري بإعطاء الضوء الأخضر لليفني خلال زيارتها لضرب غزة، وهو ما نفاه أبو الغيط أمس، كما نفى ما قاله قادة حماس إن القاهرة أبلغت الفصائل الفلسطينية بعدم عزم إسرائيل مهاجمة غزة أو اجتياحها.